مياه الصرف الصحي في مخيمات الشمال جار قاتل لقاطنيها
يعاني قاطنو مخيم خان شيخون والمخيمات المجاورة في منطقة دير حسان التابعة لمدينة إدلب شمال غربي سوريا من عدم وجود شبكات للصرف الصحي.
وقالت السيدة “منال” وهي مشرفة روضة أطفال تقطن في مخيم خان شيخون لموقع تلفزيون سوريا، إن مشكلة الصرف الصحي تواجه جميع مخيمات المنطقة سواء الخيم أو المنازل الإسمنتية.
وذكرت “منال” أن المخيمات بحاجة لحفر فنية نظامية لاستيعاب مجاري المياه أما بالنسبة لباقي المياه الناتجة عن غسل الصحون وتنظيف الأرض فهي تذهب إلى الشوارع، مما يجعلها تتشكل على هيئة مستنقعات كما أنها أصبحت تشكل سيولا على الطريق العام مما يؤثر على المحال التجارية الموجودة على جانبي الطريق.
وأكدت أن قاطني المخيم تقدموا بشكاوى عدة لإدارة المخيم لكن المنظمات لم تتحرك حتى الآن. كما أنها ألقت اللوم أيضا على الأهالي حيث قالت ” يمكن للأهالي تكثيف جهودهم لحفر حفرة لاستيعاب المياه الناتجة عن الصرف الصحي”.
وأشارت منال إلى أن هناك وعودا بالإصلاح من أكثر من جهة ولكن “نفتقر للأفعال على الأرض”. وتابعت “لاحظنا أن هناك جهات بدأت بالحفر لتركيب مصارف صحية على الطريق العام لمنطقة دير حسان بهدف تصريف المياه الموجودة على الطريق، لكن ضمن المخيم ما زال الوضع على حاله”.
وبالحديث مع أعضاء فريق مخيم خان شيخون التطوعي ذكر مخلص خطاب أنه منذ بداية تأسيس المخيم لم يتم حفر حفرة للصرف الصحي كما أنه لا يوجد لدى قاطني المخيم القدرة المادية لشفط مياه المجاري مرة كل شهر وتقع غالبية المنازل في الجهة الجنوبية للمخيم مما يجعل المياه تتجمع على الشارع العام وأكد خطاب أنه تم تقديم كثير من الشكاوى لكن دون أية جدوى.
أما بالنسبة لعبد القادر مصطفى الرجب فتحدث عن انتشار الحشرات والذباب نتيجة تجمع المياه الملوثة مما يؤدي لانتشار الأمراض خاصة الليشمانيا المنتشرة بكثرة هذه الأيام، كما أكد الرجب أن أي مرض أو جرح بسيط قد يتفاقم ويلتهب بسبب الجراثيم والحشرات الموجودة بالمكان ناهيك عن الخوف المخيم من انتشار فيروس كورونا.
بينما طالب المتطوع إسماعيل أحمد النسر من خلال موقع تلفزيون سوريا الجهات المعنية زيارة المخيم ومعاينة الوضع على الواقع كما طالب بإرسال سيارات لسحب المياه الملوثة.
ومن خلال حديثنا مع رئيس نقابة الأطباء في الشمال السوري الدكتور محمد وليد تامر قال إنه ” في بعض المخيمات افتتحوا دورات مياه لكنها لا تكفي لجميع قاطني المخيم، أما بالنسبة لانتشار سواقي الصرف الصحي بين الخيم فينتج عنه داء الزحار وهو التهاب واضطراب في الأمعاء والكوليرا”.
وأشار الدكتور تامر إلى أن الأوبئة المنتشرة في المخيمات هي التي تنتقل عن طريق البراز، وأن المرض الأسوأ والمنتشر بكثرة هذه الأيام هو الليشمانيا الذي ينتقل عن طريق بعوضة تضع يرقاتها على المياه الراكدة والمستنقعات.
أما بعد انتشار فيروس كورونا فأشار الدكتور إلى أن هناك عدة دول تحدثت عن وجود الفيروس ضمن الصرف الصحي وتم أخذ عينات حجمها 50 سي سي (سعة لترية)، حيث يتم أخذ نحو 100 عينة من أي صرف صحي حتى نستطيع أن نشخص أن هناك إصابات بفيروس كورونا ونستنتج من ذلك أن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل عن طريق الصرف الصحي.
وأشار الدكتور تامر قائلا “لا ننسى تأثيرها النفسي على قاطني المخيم فلا يمكن العيش مع هذه الروائح والمناظر المزعجة والحشرات دون ظهور علامات الإحباط واليأس على قاطني المخيم”.
وقال نائب مدير مخيم العدالة (أحد المخيمات المتضررة أيضاً) عبدو البشير “إن المنظمات تغاضت عن مشكلة الصرف الصحي بسبب وجود مشاكل على أرض المخيم ولكن حتى بعد حل هذه المشكلة لم يتم حل المشكلة رغم مناشداتنا لجميع المنظمات وتصوير المخيم من قبل وسائل الإعلام لكن حتى الآن لم يتم حل أي مشكلة من مشاكل المخيمات”.
الجدير بالذكر أن مخيم خان شيخون يقطنه نحو 11200 شخص كما أن القسم الأكبر من مخيمات الشمال السوري بحاجة على بنى تحتية واستبدال للخيام وتهيئة للمرافق الصحية، ويبلغ عدد مخيمات المهجرين في منطقة شمال غربي سوريا نحو 1277 مخيما بحسب فريق منسقو الاستجابة.
المصدر : تلفزيون سوريا