مواجهات بين الشرطة اليونانية واللاجئين السوريين.. ما القصة؟
مواجهات بين الشرطة اليونانية واللاجئين السوريين.. ما القصة؟
خاب أمل آلاف المهاجرين واللاجئين السوريين في اجتياز الحدود نحو مقدونيا ومنها إلى شمال أوروبا بعد أن فضت الشرطة اليونانية ومكافحة الشغب تجمعات اللاجئين قرب مدينة سالونيك واحتجازها للمئات منهم قبل إعادتهم إلى المخيمات في اليونان خلال اليومين الماضيين.
وأكد حسان حمود أن القافلة الأخيرة فشلت فشلا ذريعا كسابقاتها، بعد مواجهات، بينهم كلاجئين وبين الشرطة اليونانية، التي طلبت من أثينا إرسال فرق مكافحة الشغب، التي أطلقت الغاز المسيل للدموع، دون مراعاة وجود أطفال في”ديافاثا” نقطة انطلاق القافلة قرب “سالونيك”، حيث تجمع الآف المهاجرين من السورين والجنسيات الأخرى على الحدود اليونانية -المقدونيه، ضمن محاولة عبور الحدود المغلقة منذ عام ٢٠١٦ باتجاة الشمال الغربي لأوروبا اطلقوا عليها “قافلة بريق الأمل“.
من أجل الخلاص!
وقال حمود لـ “أورينت” إنه قطع البحر نحو الجزر اليونانية من مدينة أزمير التركية، والتي وصل إليها من مدينة الحسكة شرق سوريا يريد الوصول إلى ألمانيا، ولم يتوقع أن يطول احتجازه على الأراضي اليونانية، مضيفا أنه شارك قبل ذلك وبتحركين مشابهين لهذا التحرك (قافلة الأمل) عامي ٢٠١٧و ٢٠١٨ بناء على شائعات يروجها مجهولون بأن الحدود ستفتح نحو مقدونيا ثم صربيا والمجر أو كرواتيا وسلوفينيا قبل الوصول إلى النمسا.
وأردف قائلا: “عشت حياة فظيعة على الأراضي اليونانية لهذا شاركت في المرات السابقة، واليوم أيضا يشارك الناس نتيجة الضعوط النفسية التي يقاسونها، وقد دفعت بعضهم للانتحار حرقا للخلاص من هذا الوضع، مؤكدا انه “من حق اللاجئين أن يعيشو حياة أفضل“.
وبدوره، “أبو محمود”، الذي شارك في “قافلة الأمل”، قال إن الشرطة أوقفوا الباصات والقطارات القادمة من أثنيا إلى سالونيك وأنزلوا كل مهاجر وأجبروه على العودة إلى العاصمة، أونقلوهم إلى الحجز، فما استطاع البعض الوصول إلى سالونيك.
وأشار إلى اعتصام نحو مئات اللاجئين في محطة قطارات “لاريسيس” في أثينا، بعد منع الشرطة اليوناية القطار من التحرك إلى سالونيك رغم أنهم دفعوا ثمن التذاكر.
ويقول الرجل الذي كان يشجع الشباب المهاجرين على المشاركة وعدم الخوف من تهديدات السلطات اليونانية، إن اليونانيين تركوهم بعد أن ملوا من حجزهم ليعودوا إلى ال”الكامبات” (مخيمات).
مجرد شائعات
قال وزير الهجرة اليوناني ديميتريس فيستاس عقب اندلاع مواجهات يوم السبت بين مهاجرين وعناصر الشرطة إنه “تم تضليل الناس الذين تأثروا بالأخبار الكاذبة مدفوعين بالأمل، يريدون أن يعبروا الحدود لذا صدقوا الأخبار الكاذبة”، مضيفا لوكالة أنباء “أنا” الرسمية “يزعم مهربو البشر أن الحدود ستفتح وهو أمر لن يتم“.
وأدى انتشار إشاعة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تدفق حوالي آلاف اللاجئين من سوريا ومصر والسودان والصومال والهند وباكستان إلى مدينة سالونيك في محاولة لعبور الحدود اليونانية إلى غرب أوروبا.
وكانت إدارة “قافلة بريق الأمل” نشرت بيانا أعلنت فيه إن الانطلاق سيكون في 5 نيسان أبريل 2019 من مدينة سالونيك والنقطة قرب المدينة ستحدد قبل ذلك بيوم واحد، مؤكدة أنها تواصلت مع المنظمات الانسانية والحقوقية، واقترحت إدارة عليها التجمع في سالونيك ليساعدوا المهاجرين بقدر المستطاع بالمساعدات وأمور النقل بالنسبة في الباصات والقطارات، التي ستكون أسهل، وهو ما نفته وكالات تابعة للأمم المتحدة.
الصفحة التي اختفت من الفيسبوك بعد ذلك، طلبت من كل عائلة تجهيز نفسها من لباس وطعام وشراب وبعض المال وأخذ جميع الإحتياطات لأن الرحلة ستستغرق 7- 10 أيام تحت قيادة منظمات دولية إنسانية كما سترافق منظمات طبية دولية القافلة طيلة مدة الرحلة
وكان مروجوا الشائعة يعتمدون في نجاح القافلة بكسر الحاجز الحدودي مع مقدونيا على “العدد الكبير والقلب الواحد والهدف الواحد وهو التوجه نحو الأمان والإستقرار…و لفك الحصارعن اللاجئيين في اليونان..الذين يسكن معظمهم الخيام أو يفترشون الأرض ويلتحفون السماء “، على حد قولهم.
الشرطة احتجزت المشاركين
أكد اللاجئ إبراهيم الأحمد في اتصال مع “أورينت نت” إن الشرطة اليونانية احتجزته مع رفاقه على أثر مشاركتهم في القافلة والاحتجاجات التي حصلت خلال محاولات فض التجمع قرب الحدود اليونانية -المقدونية.
وقال إبراهيم إن أصدقاءه والمئات من اللاجئين مازالوا محتجزين لدى الشرطة اليونانية ولم يتم الافراج عنهم، لافتا إلى أن الشرطة اليونانية وقوات مكافحة الشغب مشطوا مدينة سالونيك مرات عدة للقبض على أي مهاجر يصادفونه ينوي العبور إلى مقدونيا، وذلك بالتزامن مع عملية حصار نقطة الانطلاق المفترضة للقافلة في”ديافاثا“.
سبب المشاركة!
يقول أحمد عباس، وهو ربّ أسرة، أنا مقيم في اليونان منذ سنه ونصف السنة وحاولت مرات عديدة تسجيل أولادي في المدارس اليونانية، لكنني لم أستطع ذلك، رغم أن هذا الأمر من أبسط حقوق الطفل في العالم، فما بالك ضمن أوربا”؟
ويتابع اللاجئ، تقدمت بطلب اللجوء في اليونان، ولكنه رفض من قبل السلطات في أثينا، مبينا أنهم هربوا من سوريا وتبعات الحرب الطاحنة الدائرة هناك ليحصلوا على مستقبل أفضل لأطفالهم، لكنهم يواجهون الآن خطرا الضياع والأمية عدا عن الإقامة في المخيمات.
وأوضح العباس أن المخيمات المكتظة التي سكنها مع أطفاله لاتخلوا من المشاكل والمشاحنات بين اللاجئين من الجنسيات المختلفة، ودائما وسط غياب أي حضور للشرطة اليونانية التي لا تستجيب للاتصالات حين يحصل أي اشتبااك، ما حول المخيمات إلى جحيم الأمر الذي دفعه ودفع الآلاف غيره للمشاركة بهذه القافلة لعلها تكون القشة التي تنقلهم مع عائلاتهم إلى بر الأمان شمالي أوربا.
كيف بدأت القصة؟
وبدأت القصة بعد أن أعلنت صربيا وسلوفينيا 8آذار مارس 2016، أنه لن يتم السماح للمهاجرين الذين لا يحملون تأشيرة شينغن صالحة للمرور عبر حدودهما، وفي التاسع من آذار نفسه، أعلنت كرواتيا انضمامها مع سابقاتها من دول البلقان واغلقت حدودها بوجه اللاجئين العالقين على الحدود بين اليونان ومقدونيا. وبذلك أصبح طريق البلقان عمليا مغلقا في وجه اللاجئين، الذي حاصرهم أيضا اتفاق آذار لإعادة المهاجرين بين تركيا والاتحاد الأوربي.
و في غضون ذلك، تفاقمت أوضاع أكثر من 70 ألف لاجئ في اليونان بما فيهم السوريون الذين يفرون من مناطق الحرب ، منهم 15 ألف لاجئ عالقين في مخيم إيدموني على الحدود بين اليونان ومقدونيا، ويخيمون في منطقة وحلة وسط استمرار الأمطار ودرجات حرارة منخفضة، ما يعرض اللاجئين، خصوصا الأطفال والنساء، لمخاطر الأمراض المختلفة.
وفي صيف 2015،حاولت السلطات المقدونية بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت إجبار مهاجرين سوريون وبعضهم من أفغانستان والعراق العودة إلى اليونان التي جاؤوا منها، فأغمي على 10 منهم بسبب هذه الموجهات العنيفة التي وقعت في مدينة غيفغليا الحدودية مع اليونان.
2019-04-10
المصدر: Orient Net