أخبار المجتمع المدنيمقالات

مقتل حسن نصر الله: طاغية يرحل وجروح سوريا لا تزال مفتوحة

بمقتل حسن نصر الله، يسدل الستار على فصل مظلم في تاريخ المنطقة، مليء بالدمار والمعاناة. هذا القائد الذي وقف إلى جانب نظام بشار الأسد، كان شريكًا في دعم أحد أكثر الأنظمة قمعًا في التاريخ الحديث، ومسهمًا في قمع الثورة السورية التي حملت معها آمال الحرية والكرامة.

نصر الله لم يكن مجرد قائد ميليشيا، بل رمزًا للطائفية والكراهية. إذ شكل دعمه المستمر للأسد ومحاربته الشعب السوري، إحدى العلامات الفارقة في مسيرة الصراع السوري. من كل مدينة وقرية سورية، هناك جروح لم تندمل وذاكرة لا تُنسى مليئة بصور المجازر والدمار الذي خلفه النظام بدعم ميليشيات حزب الله.

عناصر حزب الله في معارك الغوطة الشرقية
عناصر حزب الله في معارك الغوطة الشرقية

مجازر سوريا التي لا تُنسى

حصار حمص، مجازر القصير، وحلب الشرقية، كلها صفحات سوداء في ذاكرة السوريين. منازل دُمرت، وأحلام أُجهضت، وأرواح أُزهقت على يد ميليشيات حزب الله بقيادة نصر الله. كانت هذه الجرائم تُرتكب باسم “المقاومة”، بينما هي في حقيقتها مقاومة لحقوق الشعوب في الحرية والعيش بكرامة.

القصير
القصير

في القصير، المدينة التي شهدت واحدة من أكثر المعارك دموية، تحولت إلى ساحة للقتل والتدمير. وفي الغوطة الشرقية، حوصر آلاف المدنيين وسط حصار خانق، مات الأطفال من الجوع بينما الأمهات تنظر بحسرة إلى السماء، تنتظر معجزة تنقذ أبناءها من براثن الحصار والموت البطيء.

فرحة بمقتل الطاغية وجرح لا يندمل

اليوم، وبعد إعلان مقتل حسن نصر الله، يشعر السوريون بمزيج من الفرح والحزن. فرحٌ لأن عهد الطغاة، مهما طال، لا يدوم، وحزنٌ على الأرواح التي زهقت، والبيوت التي دُمرت، والقلوب التي لن تنسى الألم.

فرحة الشعب السوري بمقتل نصر الله ليست شفاءً كاملاً للجراح، لكنها إشارة على أن العدالة قادمة ولو بعد حين. إنها لحظة انتصار للحق، وتأكيد بأن الطغاة لن يفلتوا من مصيرهم مهما طال الزمن.

الخاتمة

في كل شارع دمره القصف، في كل قلب كسره الظلم، يرتفع اليوم صوت الأمل بأن زمن الجلاد قد ولى، وأن العدالة في طريقها إلى الانتصار. حسن نصر الله قد قُتل، لكن كوابيس الألم التي خلفها بدأت بالرحيل معه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى