معهد “الشرق الأوسط”: أزمة اللاجئين السوريين مستعصية على الحل
لفت “تشارلز ليستر” مدير برنامج سوريا في معهد “الشرق الأوسط”، إلى انخفاض نسبة السوريين الراغبين في العودة إلى بلادهم، معتبراً أن ذلك يعزز المنطق الأساسي الذي يجعل أزمة اللاجئين مستعصية على الحل.
وقال ليستر، لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: “يمكن لدول المنطقة أن تضغط على الأسد لقبول إعادة كل ما يريدون، لكن ذلك لن يغير الرعب الملموس الذي يشعر به اللاجئون الذين لن يختاروا العودة”.
ولفت إلى وجود خطر حقيقي يتمثل في “استهداف أعداد أقل من اللاجئين المعرضين للخطر بشدة للعودة القسرية”، مبيناً أن ذلك حدث بالفعل في لبنان وتركيا، وبشكل محدود في الأردن، ومن المحتمل أن تكون هذه مجرد البداية.
وحذر ليستر، من أن عمليات إعادة اللاجئين القسرية تعرض الضحايا “لخطر شديد للغاية من قبل النظام، أو الجهات (الميليشيات) المرتبطة به”، في حين أشار الباحث في معهد “كارنيغي” إتش.إيه هيليير، إلى أن استمرار التطبيع مع دمشق يزيد الضغط بشكل أكبر بشأن إجبار اللاجئين على العودة، رغم أن القيام بذلك غير آمن بالنسبة لهم.
وكانت قالت شبكة “سي إن إن” الإخبارية، إن إعادة تأهيل نظام الأسد على الصعيد العربي، شكلت كابوسا لملايين اللاجئين السوريين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، إذ اعتبروا عملية “التعويم” انتصارا لديكتاتور قمعي يتحمل مسؤولية نزوحهم وبؤسهم.
ولفتت الشبكة إلى أن عوة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية، بعد تعليق دام 11 عامًا، منح الأسد شريان حياة سياسيًا على الرغم من المعارضة القوية من بعض الحلفاء الغربيين الرئيسيين للسعودية والعديد من البلدان العربية.
ونقلت الشبكة عن “عمر الشغري”، وهو لاجئ وناشط سوري مقيم في السويد قوله إن: “التطبيع مع نظام الأسد والترحيب به مرة أخرى في جامعة الدول العربية قد يؤدي إلى فتح ملف إعادة اللاجئين إلى سوريا، وهذا أمر محفوف بالمخاطر”.
وعبر “الشغري” الذي سبق أن تعرض للاعتقال والتعذيب في سجون الأسد قبل أن يتمكن من الفرار في العام 2015، عن خيبة أمله من “صمت الشعوب العربية”، الذي بحسب رأيه يسمح لحكوماتهم بالتصرف دون محاسبة.
وكانت قالت “هيومن رايتس ووتش”، قبل شهرين فقط: “على الرغم من تراجع الأعمال العدائية الفعلية في السنوات الأخيرة، إلا أن الحكومة السورية تواصل إخضاع المواطنين لنفس الانتهاكات التي دفعتهم إلى الفرار في المقام الأول، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة والتعذيب”.
ورأى “إتش.إيه هيليير”، باحث الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أن” اللاجئين السوريين يواجهون بالفعل ضغوطًا للعودة إلى بلادهم، وذلك رغم من الواضح أن القيام بذلك غير آمن بالنسبة لهم، وأن ذلك يتم جراء ضغوط دول ثالثة (غير مستضيفة) تفضل عدم بقائهم”.
وختم كلامه، قائلا:”كلما استمر التطبيع مع الأسد، كلما كان الضغط أكبر بشأن إجبار اللاجئين على العودة”، وبالنسبة للشغري، فيقول إنه بات يخشى على نفسه وعلى اللاجئين السوريين الآخرين في أوروبا.
وبين أن “بعض الدول الأوروبية، خاصة تلك التي يحكمها اليمين، لن تتردد في إعادة السوريين إذا رأوا أي فرصة سانحة لفعل ذلك”، وشدد على أنه سوف يرفض العودة أسوة ببقية اللاجئين في الاتحاد الأوروبي، مضيفا: “سوف نختبئ في الغابة، وتحت الأرض، وفي أي مكان ممكن”.
المصدر: شبكة شام