-مشروع المساعدات النقدية في وطن… إضفاء البهجة على الحياة في ظل الظروف الصعبة في سوريا
في العام الثاني عشر من الصراع الذي لا هوادة فيه في سوريا، يلوح شبح انعدام الأمن الغذائي وسبل العيش غير المستقرة بشكل كبير على الأسر التي تتصارع مع الاضطرابات المستمرة. ومما زاد من تفاقم مشاكلهم، أن الزلزال المدمر الذي وقع في 6 فبراير/شباط أدى إلى تجريدهم من استقرارهم المالي، مما أدى إلى تكثيف النضال من أجل البقاء.
واستجابة لهذه الأزمة الإنسانية الطارئة، سارعت “وطن” إلى مشروع توزيع المساعدات النقدية في بلدة تفتناز بريف إدلب. لقد برز هذا المشروع، أكثر من مجرد شريان حياة مالي، كقوة حيوية في تخفيف أعباء الحياة، وضمان عدم الاعتراف بالاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة فحسب، بل أيضًا تلبيتها بفعالية.
ويعمل هذا المشروع كتدخل طارئ لإعادة البناء والصمود في أعقاب الزلزال الذي أحدث دمارا في سبل العيش والبنية التحتية الحيوية. بالتعاون مع منظمة REALs وضمن مجالات التعافي المبكر والاستجابة لحالات الطوارئ، تسعى “وطن” إلى دعم المجتمعات المتضررة، وتقديم المساعدة الأساسية للتغلب على التحديات المباشرة وتعزيز ظروف الأسر والأفراد في المناطق المتضررة.
تم اختيار 353 عائلة متضررة في تفتناز للمساعدة. بدأ المشروع بتوزيع 100 دولار لكل أسرة على مدار أربعة أشهر، بهدف تمكين الأسر من تلبية احتياجاتها الغذائية الأساسية في المنطقة المستهدفة. وبعيدًا عن مجرد الدعم المالي، تلعب المساعدة النقدية دورًا محوريًا في منح الأفراد والأسر المتضررة المرونة في اختيار السلع والخدمات التي تتوافق مع احتياجاتهم الفريدة.
علاوة على ذلك، تعمل المساعدات النقدية على تعزيز الشعور بالكرامة والاحترام بين المستفيدين، وفي الوقت نفسه تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. إن عملية اختيار المستفيدين الدقيقة التي تقوم بها “وطن”، والتي يشرف عليها فريق الرصد والتقييم، تضع الأسس والمعايير التي تعزز فعالية وكفاءة المشاريع الإنسانية.
وفي هذه المشاريع، تبرز “وطن” كمنارة هادية ومناصرة للضعفاء وسط عواصف الشدائد. يعكس هذا الإجراء المستجيب أصوات أولئك الذين عانوا من تجارب لا يمكن تصورها، مطالبين بزيادة الدعم للعائلات المتضررة في سوريا لمساعدتهم على التغلب على الصعوبات وتجديد الأمل.
ويتردد صدى دور وطن في تغيير الحياة نحو الأفضل وإشعال شعلة الأمل وسط أصعب الظروف. كل جهد وكل مشروع يتم استثماره في الدعم الإنساني يترك بصمة لا تمحى على الأفراد والمجتمعات على حد سواء.
إن الدعم المستمر لمشاريع وطن الإنسانية يرمز إلى الالتزام بتحسين الحياة وتعزيز صمود أولئك الذين يتصارعون مع التحديات. ومن خلال الجهود التعاونية، يتم تعزيز قدرة الأسر المتضررة في سوريا وغيرها من المناطق المحتاجة على الصمود، مما يظهر القوة التحويلية للتعاطف الإنساني.
إن استمرار تقديم الدعم والمساعدات يوفر شريان حياة للعائلات المتضررة في سوريا، مما يمكنهم من التغلب على التحديات وبناء مستقبل أفضل. إن العمل المشترك والتعاون الدولي هما الأساس لتحقيق التغيير الإيجابي وإعادة بناء الأمل في نفوس الشعوب.
في لحظة الإغلاق هذه، يمتد الامتنان العميق لكل من يساهم في هذا المسعى الإنساني – سواء كانوا منظمات دولية أو فرق محلية أو أفراد يسعون جاهدين لجعل العالم مكانًا أفضل. إن روح التكاتف والعطاء تبني جسور الأمل، وتمهد الطريق للتقدم وتحسين الأوضاع الإنسانية.