مدرسة “خطوة” في إدلب تفتح أبوابها لمصابي الحرب من الأطفال
إفتُتحت مدرسة تعنى بمصابي الحرب الأحد 18أيلول/2022
في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، حيث يصل إليها أطفال صغار فقدوا أطرافاً من أجسادهم الغضّة.
وبحسب موقع “تلفزيون سوريا”، قالت (مروة) مؤسّسة مدرسة “خطوة” التي افتتحت أبوابها لمصابي الحرب والمعوّقين في مدينة إدلب، إن المدرسة تهدف لتأمين “التعليم الرسمي لهم في بيئة آمنة بعيداً عن التنمّر والعنصرية”، وذلك بانطلاقة جديدة، بعد فترة تحضيرية استمرت لشهرين.
وتضيف في حديثٍ لـ موقع “تلفزيون سوريا”: “كان من المهم أن نكسر حاجز الخوف لهذه الفئة من المجتمع، التي تعرّضت لفقدين، الأول أطراف من أجسادها، والفقد الآخر، الثقة بأنفسهم بسبب التنمّر والتمييز، الذي قد يواجههم في الأماكن العامة”.
كما توضح (مروة)، التي يشاركها في مشروع المدرسة التطوعية 16 متطوعاً بين مدرّسين وفريق صحي، “الدافع الذي أشعل الفكرة داخلي، هو فريق دعم نفسي من مصابي الحرب، شاركتهم نشاطاً في مكان عملي السابق .. كانت تجربة عرّفتني على هذه الفئة، وأحببت أن أكون شخصية ملهمة وداعمة لمزيد من الأطفال الذين يعانون من ذات المشكلة”.
وتابعت: “طلاب مصابي الحرب، فئة مهمّشة، واجهت ضغوطا نفسية إلى جانب الإعاقة الجسدية .. المدرسة تحاول أن تخلق لهم واقعاً جديداً”.
ووصل أعداد الطلاب في المدرسة إلى قرابة 40 طالباً وطالبة، 22 منهم من مصابي الحرب، والأعداد في تزايد، وذلك بحسب المدرسة، على اعتبار أنّ العام الدراسي في بدايته، والمدرسة حديثة التأسيس.
هذا وتستقبل المدرسة، الطلاب من الصف الأول حتى التاسع، وهي مدرسة معتمدة من مديرية التربية والتعليم في إدلب، ولكل طالب إضبارته الرسمية التي تكفل له التسلسل الدراسي والانتقال إلى الصفوف الدراسية، كما أنّها لا تغفل الجانب الصحي للأطفال، إذ توفّر المدرسة علاجاً فيزيائياً لهم بكادر تطوعي متخصص أيضاً.
فيما يعيق عمل المدرسة منذ الأيام الأولى لتأسيسها، تحديات بالغة الأهمية، أبرزها المواصلات المجّانية، وبحسب (مروة) فإن: “المواصلات بالنسبة للمصابين خدمة مهمة، لأن ظرفهم الصحي لا يساعدهم، إلى جانب فقر عائلات الطلاب المسجلين، الذي يحول دون قدرتهم على تأمين مواصلات يومية لأطفالهم”.
ولم تكن مهمة إيجاد مدرسين متطوعين للعمل في المدرسة، مهمة سهلة بالنسبة لـ (مروة)، التي تعتبر أنّ “طول أمد التطوع المدرسين بنحو 3 سنوات في إدلب .. حوّلهم إلى مدرسين منهكين مادياً وبحاجة عمل يوفر مردوداً مالياً”.
وتابعت في هذا السياق: “اضطررت إلى تغيير معظم الكادر التأسيسي للمدرسة، بعد اعتذارهم عن العمل بسبب طبيعته التطوعية .. وهذه كانت نكسة أولى، لكن سرعان ما تيسّر لنا كادر متطوع آمن بالمشروع”