“مبادرة مسارات التعليمية” أول منصة تفاعلية للتعليم عن بعد في إدلب
في “مبادرة مسارات التعليمية” يتلقى نحو ألفين وثلاثمائة طالب من مناطق المعارضة السورية تعليمهم عن بعد ضمن “مبادرة مسارات التعليمية” التي أطلقت منصتها منذ عام. تقدم المنصة المناهج التعليمية للمرحلة الإعدادية والصف الأول الثانوي والشهادة الثانوية ضمن دروس تفاعلية تتم بين المدرسين وطلابهم.
يقول ياسر مدللة مؤسس ومنسق “مبادرة مسارات التعليمية” إن “الظروف الأمنية التي عاشتها البلاد، وانتشار جائحة كورونا العام الماضي شكلا أهم الأسباب لانطلاق المنصة وتحويلها لصلة وصل بين الطلاب ومدرسيهم، بهدف نشر المعرفة وإيصالها للطلاب العاجزين عن متابعة دراستهم في المدارس العامة، كما شكلت الدروس التي تتوفر على منصات المبادرة رافداً علمياً إضافياً لطلاب المدارس للحصول على فهم أشمل يساعدهم في الوصول للمعلومة التي لم يتمكنوا من الحصول عليها أثناء دوامهم المدرسي”.
انطلقت المبادرة مع طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، وتمكنت من تعليم كامل المنهاج لنحو أربعمئة طالب وطالبة، ويقول “مدللة” إنهم الجهة الوحيدة في سوريا التي قدّمت التعليم عن بعد ضمن صفوف تفاعليّة بين المعلم والطالب بشكل مباشر.
تقدم “مبادرة مسارات التعليمية” تعليماً مجانياً لطلابها عبر دروس تفاعلية تجمع الطلاب مع المعلمين ضمن تطبيق Microsoft Teams وقال “مدللة” إن حجم المشاركة والتفاعل الذي لمسوه من الطلاب أثناء إشرافهم على الدروس عكس نجاحهم في إيصال المعلومة للطلاب، حيث يقوم المعلم بشرح الدرس ويبدأ الطلاب بطرح الأسئلة والمداخلات بعدها لضمان وصول المعلومة بشكل صحيح.
بدأ في آب الماضي رفع المحتوى العلمي على منصات مسارات التعليمية لإتاحته للطلاب بصورة غير تفاعلية، ومنذ ذلك التاريخ إلى الآن تم رفع ألف وسبعمائة فيديو على قناة مسارات في يوتيوب، ووصل عدد المشتركين في القناة لما يزيد عن ألف، بحسب مدللة الذي قال إن الفيديوهات المرفوعة على اليوتيوب حققت أكثر من ألف وتسعمائة ساعة مشاهدة في الأشهر الثلاثة الأخيرة، ونحو ألفا وثلاثمائة مشترك من الطلاب المنتشرين في مناطق شمال غرب سوريا. ما يدل على وصول محتوى “مسارات” التعليمي للطلاب.
يعمل ضمن المبادرة مئة متطوع، واحداً وثمانين منهم خارج سوريا وتسعة عشر متطوع في الداخل السوري، يسعون لضمان استمرار العملية التعليمية رغم الظروف القاسية التي تعيشها إدلب. ولمسارات مركز في مدينة إدلب يتم ضمنه إدارة المنصات وتسجيل الدروس التعليمية من قبل المدرسين وبثها من قبل الفريق التقني.
تضم المنصة نحو ألفين وثلاثمائة طالب وطالبة بينهم ألف وثمانمائة من سكان المخيمات، ويعتبرون المستفيد الأكبر من خدمات المنصة التعليمية.
يقول عبد الرزاق الماضي قائد فريق الإعلام ضمن “مسارات” إنهم قدموا التعليم المجاني بطرق احترافية، وباستخدام منصات تعليم خاصة بالمبادرة جعلت المناهج التعليمية في متناول جميع الطلاب في أي مكان وزمان.
ويرى ماضي أن الخدمات التي قدمتها المبادرة ساعدت عدداً من النساء المنقطعات عن الدراسة والطلاب المتسربين من مدارسهم بالعودة لها كما احتضنت “مبادرة مسارات التعليمية” الطلاب على اختلاف أعمارهم وظروفهم لتؤمّن لهم التعليم مجاناً.
يمكن للطلاب التسجيل عبر موقع المبادرة وصفحتها الرسمية على فيس بوك، و بعد أن ينضم الطالب للمبادرة يستطيع التواصل مع المعلمين والمعلمات سواء عبر الاتصال الهاتفي أو التواصل النصي أو الإيميل، كما يستطيع التواصل مع قسم التوجيه التربوي إضافة لقسم الدعم الفني المتواجد على مدار الساعة للإجابة عن استفسارات الطلاب وحلّ الاشكالات الفنية أو التقنية التي قد تواجههم.
منحت المبادرة فرصة إكمال التعليم لعشرات الطلاب العاجزين عن الوصول إلى مدارسهم، تقول نور الحسين طالبة مقيمة في مخيمات أطمة “لم أتمكن من إنهاء المرحلة الإعدادية بسبب ظروف التنقل والنزوح، لكن بفضل المنصة استطعت الوصول لكافة المواد والمناهج وأتابع أيضاً الجلسات التفاعلية التي تنشرها المنصة على أمل أن أحقق نتيجة جيدة في الشهادة الإعدادية هذا العام”.
تتمنى نور أن تتوسع المبادرة لتشمل الصفوف الدراسية كافة، لأنها ستشكل حافزاً لها ولأقرانها للاستمرار في تعليمهم خاصة أنها توفر المواد المسجلة عبر منصات للوصول إليها دائماً .
المصدر : فوكس حلب