مأساة مستمرة .. وفاة طفلتين بحريق داخل خيمة لنازحين في راجو بريف عفرين
توفيت طفلتان، وأصيبت والدتهن بحروق امس الاثنين، جراء حريق اندلع في خيمة تأويهم في منطقة راجو بريف عفرين، في تكرار لمشاهد الموت التي يواجهها السوريون في مخيمات الشتات ليس بالقصف بل بالكوارث الطبيعية التي تلاحقهم.
ووفق معلومات “شام” فقد اندلع حريق في خيمة لنازحين من قرية تلمنس بريف إدلب بسبب مدفأة، في مخيم إبراز بريف راجو بريف عفرين، تسبب بوفاة الطفلتين “انتصار ولين العبد الله”، وإصابة والدتهن بحروق.
وفي 29 كانون الاول الفائت، توفي طفل رضيع بعمر ستة أشهر، إثر اشتعال حريق داخل الخيمة التي يقيم بها نتيجة سقوط المدفأة في مخيم عشوائي قرب مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، في ظل تصاعد حالات اشتعال الحرائق ضمن المخيمات بسبب استمرار معاناة النازحين في ظل البرد القارس.
وتحدثت مؤسسة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، عن ازدياد حرائق المخيمات بشكل كبير مع انخفاض درجات الحرارة واستخدام المهجرين لمواد خطرة في التدفئة بسبب تردي أوضاعهم الإقتصادية (بلاستيك ونايلون، وفيول) في ظل غياب إجراءات السلامة، وطبيعة الخيام المبينة من القماش والبلاستيك سريع الاشتعال.
وسبق أن توفي طفل إثر حريق نشب في خيمته بمخيم “جابر عثرات الكرام” شرقي بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي، وقال الدفاع المدني إن سبب الحريق يعود لانفجار بطارية داخل الخيمة، والذي تمدد ليؤدي لاحتراق خيمةٍ أخرى بالجوار.
وأكدت “الخوذ البيضاء” إن الحرائق تشكل خطراً كبيراً يهدد المدنيين في المخيمات في ظل غياب إجراءات السلامة، وطبيعتها المبنية من القماش والبلاستيك سريع الاشتعال، إضافة لصعوبة وصول فرق الإطفاء بسرعة بسبب رداءة طرقات المخيمات والازدحام فيها.
وتجدر الإشارة إلى أن حوادث اشتعال النيران في خيم النازحين تتكرر وتزداد خلال كل فصل شتاء، حيث تم تسجيل العديد من حالات اشتعال الخيام ووقوع إصابات بين الأطفال بشكل كبير، خلال استخدام المدافئ للتدفئة أو طهو الطعام، وغالباً ما يكون السبب رداءة الوقود.
وساهمت العوامل الجوية لاسيما في فصل الشتاء، بزيادة معاناة ملايين السوريين، لاسيما في مناطق المخيمات شمال غرب سوريا، التي يحل عليها الشتاء في كل عام ضيفاً ثقيلاً، إضافة للمخيمات المنتشرة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، في ظل ضعف الخدمات ونسب الاستجابة لاحتياجاتهم، لتتكرر مأساتهم في عام 2021 كما في كل عام، مع استمرار نزوحهم عن أراضيهم ومناطقهم بفعل حملات التهجير التي مارسها النظام وحلفائه.
وكان للعواصف المطرية وبرودة الطقس والحرائق، دور بارز في زيادة معاناة السوريين، لاسيما قاطني المخيمات، إذ يعتبر هؤلاء الفئة الأضعف والأكثر تأثيراً بهذه العوامل المناخية، لما يواجهونه من ظروف إنسانية صعبة في مناطق نزوحهم وسكنهم بمخيمات تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
وفي إحصائية قدمها فريق “منسقو استجابة سوريا” أوضحت أعداد المخيمات الكلي (محافظة إدلب، درع الفرات، غصن الزيتون) والتي بلغت 1,489 مخيماً، وبلغ عدد الأفراد الكلي فيها 1,512,764، تتضمن هذه المخيمات، مخيمات عشوائية تتكون من 452 مخيماً وعدد الأفراد ضمن المخيمات العشوائية: 233,671، في وقت لا توجد إحصائيات لتعداد المخيمات بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في منطقة الشهباء وريف الحسكة والرقة، إلا أن تلك المخيمات تعاني ذات الظروف والأوضاع الصعبة.
وسجل الفريق تضرر قرابة 611 مخيماً بسبب الكوارث الطبيعية، وبلغ عدد الخيم المتهدمة: 3,245، وعدد الخيم المتضررة جزئياً : 5,881، وعدد الأفراد المتضررين : 248,732، وبلغ عدد الحرائق ضمن المخيمات 157 حريقاً تسبب في احتراق 302 خيمة لعائلات تضررت بشكل كبير وغالباً ما تكون الحرائق بسبب استخدام المدافئ ضمن الخيام القماشية، في حين سجل العديد من الوفيات بينهم أطفال بسبب الحرائق ضمن المخيمات.
وقدم الفريق تقييماً للاستجابة الإنسانية بشكل كامل خلال عام 2021، فبلغت في قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش: 57%، وفي قطاع المياه والإصحاح: 41 %، وفي قطاع الصحة والتغذية: 58%، وفي قطاع المواد الغير غذائية: 52%، وفي قطاع الحماية: 44%، وفي قطاع المأوى: 40%، وفي قطاع التعليم: 39%