كارثة جديدة تهدد سكان الشمال السوري.. هل تنجح روسيا في إغلاق “باب الهوى”؟
يعتبر معبر “باب الهوى” الذي يربط الأراضي السورية بالتركية عند محافظة إدلب نافذة وحيدة لإدخال المساعدات الإنسانية للشمال السوري المحرر والذي يضم ملايين السكان النازحين والمهجرين من مدنهم جرّاء بطش النظام السوري وحليفه الروسي، لذا يتسم إغلاق المعبر بأهمية كبيرة لدى الدول المانحة والسوريين.
وأكدت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، الجمعة، أنه لا بديل للمعابر الحدودية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين، وبيّنت أنها ستنقل مسألة فتح المعابر الحدودية المغلقة في السابق إلى أجندة مجلس الأمن الدولي.
وفي الصدد، يرى المحلل الاقتصادي الدكتور “عبد النصر الجاسم”، أن إغلاق المعبر هو طلب روسي حيث تلح منذ فترة طويلة على إغلاقه لمحاصرة الشعب السوري في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري، وليكون المنفذ الوحيد عن طريق مناطق النظام.
وأضاف: “بعض الدراسات تفيد بأن نسبة 85 بالمئة من المساعدات الإنسانية تدخل إلى منطقة شمال غرب سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وعمليا إغلاق هذا المعبر سوف يمنع وصول هذه المساعدات لسكان إدلب والنازحين والمهجرين قسرا من جميع المحافظات السورية إلى المنطقة”.
ولفت إلى أن الآثار الإنسانية في حال تم إغلاق المعبر سوف تكون سيئة للغاية على سكان المنطقة، وعواقبها وخيمة على الصعيدين الاقتصادي والإنساني، ولا بديل آخر لتخطي هذا الأمر إلا بتفعيل معبري باب السلامة والراعي لدخول المساعدات الإنسانية.
وتدخل في الوقت الحالي حوالي 1000 شاحنة تابعة للأمم المتحدة شهريا إلى سوريا عبر معبر باب الهوى، لتوصيل المواد الغذائية والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية، في محاولة لتلبية احتياجات أربعة من أصل خمسة أشخاص في شمال غربي سوريا، وفقاً لوكالة “رويترز”.
ورأى المحلل الاقتصادي أن الأمر يرتبط بالتجاذبات السياسية والإقليمية وفي نمط العلاقة الروسية التركية، والمتضرر الأكبر والوحيد هو الشعب السوري الذي أصبح ضحية للمشاريع الدولية بشكل عام.
وأوضح على أن روسيا تحاول تحويل هذه المساعدات إلى مناطق سيطرة النظام السوري للاستفادة منها، ولفت إلى أن النظام في حال تسلم هذه المساعدات عن طريق معابره البرية أو البحرية سيضع يده عليها ويقوم بتوزيع جزء منها على الميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، وتحويل جزء منها إلى الجيش، وبيع القسم الأكبر للاستفادة منها اقتصادياً.
وأشار إلى أن المنظمات الإنسانية العاملة داخل مناطق سيطرة النظام السوري مرتبطة بالأجهزة الأمنية بما في ذلك الهلال الأحمر السوري، بمجرد تسلم النظام السوري هذه المساعدات سيوزعها على من يريد.
وأوضح أن هذه المساعدات في حال وصولها إلى مناطق النظام السوري سوف تنعكس فائدتها الاقتصادية بشكل كبير عليه، والغاية النهائية هي محاصرة الشعب السوري في المناطق المحررة وإجباره على القبول بالنظام السوري للأسف.