في إدلب.. هل يتناسب متوسط الدخل مع تكاليف المعيشة؟
يعاني السكان في الشمال السوري لا سيما أصحاب العوائل الكبيرة من عدم توازن المدخول اليومي في أعمالهم مع مصاريف الطعام والشراب، في وقت تشهد البلاد انهيارا متسارعا لليرة السورية مقابل النقد الأجنبية مع اقتراب قانون “قيصر”.
وفي تصريح خاص لبلدي نيوز، قال “أحمد الإسماعيل”، وهو أحد أبناء مدينة كفرتخاريم شمال غرب محافظة إدلب 30 كم، “أعمل كل يوم من السابعة صباحا حتى الثانية عشر ظهرا في نقل مواد البناء والحفر مقابل الحصول على 4000 ليرة سورية ما يعادل 100 ألف ليرة سورية شهريا إن توفرت فرص العمل لكامل أيام الشهر، بحكم أن عملنا حر”.
وأوضح الشاب، أن الدخل المادي الذي يتقاضاه لقاء عمله لا يكاد يكفي ثمن الخبز الذي يحتاجه لأسرته المؤلفة من 7 أشخاص، حيث يحتاج في اليوم الواحد إلى 3 ربطات من الخبز وثمن الربطة الواحدة أصبح 1000 ليرة سورية، بالتزامن مع غلاء جميع أسعار المواد الغذائية والسلع التجارية بسبب انهيار سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية.
وبحسب مراسلنا؛ فإن الشاب يواجه صعوبات جمة أبرزها، تراكم الديون بسبب عدم توفر الدخل النقدي لسدها، وانعدام فرص العمل بالتزامن مع توقف مئات المشاريع السكنية والمصانع عن العمل جراء ارتفاع أسعار المحروقات ومواد البناء والمواد الأساسية المستهلكة يوميا لسير عمل المشاريع والمصانع، بالإضافة إلى ارتفاع سعر المواد المستهلكة يوميا والذي تحتاجها كل أسرة في منزلها للتمكن من استمرارية الحياة.
بدوره، يقول “بلال الريحاوي”، وهو مهجر من ريف إدلب الجنوبي إلى مخيمات الشمال السوري لبلدي نيوز، “منذ قرابة خمسة أشهر، بدأت تخسر الليرة السورية وبشكل متسارع قيمتها، حيث أعلن عن اقتراب تنفيذ عقوبات اقتصادية على نظام الأسد والمعروف بقانون قيصر”.
وأشار الريحاوي إلى أن جميع سكان المناطق المحررة تأثروا بشكل سلبي مع اقتراب دخول القانون آنف الذكر حيز التنفيذ على النظام السوري، حيث انخفضت القيمة النقدية لصرف الليرة السورية منذ صباح اليوم الثلاثاء 16 من حزيران حتى مساء اليوم ذاته بنسبة 10 بالمئة، مما دعا العشرات من محلات الصرافة إغلاق أبوابها فضلا عن إغلاق مئات المحلات التجارية والمواد الغذائية والمعامل.
ولفت إلى أن الدخل اليومي للمواطن السوري في المناطق المحررة لا سيما أصحاب العوائل الكبيرة لا يتوافق إطلاقا مع مصاريف الطعام والشراب اليومي.
وسجل سعر بيع ربطة الخبز الواحدة في المناطق المحررة بوزن 800 غرام اليوم الثلاثاء 1000 ليرة سورية، بينما سجلت جميع أصناف المواد الغذائية والتجارية والخضروات والفاكهة ارتفاعا كبيرا في سعر بيعها، جراء تدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية.
المصدر : بلدي الاعلامية