أخبار المجتمع المدني

فضيحة في وزارة التربية السورية: تزوير نتائج البكالوريا يكشف فساداً مستشرياً

في فضيحة هزت الشارع السوري، اعترف وزير التربية في حكومة النظام السوري، عامر مارديني، بتورط مجموعة من الموظفات داخل الوزارة بعملية تزوير واسعة طالت نتائج عشرات الطلاب في امتحانات الشهادة الثانوية العامة (البكالوريا). تشير التحقيقات إلى أن هذه العملية تمت مقابل مبالغ مالية باهظة، مما يكشف جانباً جديداً من الفساد الذي ينخر مؤسسات الدولة تحت سيطرة النظام.

تلاعب في الدرجات مقابل ملايين الليرات

بحسب تصريحات مارديني وزير التربية في حكومة النظام، تمكّنت مجموعة من الموظفات من دخول النظام الإلكتروني وتعديل درجات 70 طالباً وطالبة، حيث قمن بذلك لقاء تقاضي رشاوى تصل إلى 150 مليون ليرة سورية لكل حالة. وكشف الوزير أن النظام الإلكتروني للوزارة ساهم في كشف هذه الجريمة، مما دفع الوزارة للتحقيق مع الموظفات المتورطات، لكن الفضيحة كشفت عن أكثر من مجرد تلاعب بالنتائج – إنها حلقة من سلسلة فساد مستشرية.

فضيحة مزدوجة: نظام تعليمي يتلاعب بالنتائج ويوظف الرشوة

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها التلاعب بامتحانات الطلاب، حيث تناقلت تقارير إعلامية تابعة للنظام معلومات تشير إلى تسريب الأسئلة وتقديم تسهيلات لطلاب ذوي علاقات قوية داخل النظام. فيما يبدو أن النظام يسعى لمواجهة الغضب الشعبي، أُعفي كبار المسؤولين في وزارة التربية، بينهم مديري التربية في دمشق وريفها، بعد فضيحة تزوير الشهادات. لكن التساؤلات لا تزال قائمة حول مدى التزام النظام بمحاسبة المتورطين.

غياب العدالة وممارسات انتقائية

رغم محاولات النظام تصوير هذه الإجراءات على أنها تحركات لإصلاح العملية التعليمية، يعاني القطاع من فشل واضح في تطبيق القانون بشكل عادل. يذكر أن إحدى الحوادث السابقة تضمنت محاولة مدرس توثيق حالة غش من أحد الطلاب المدعومين، إلا أن مدير التربية تدخّل لإلغاء التقرير خوفاً من تبعات قد تؤثر على الموظف بدلاً من الطالب.

اقرأ أيضا: كيف استغل نظام أسد العملية التعليمية لصالحه داخلياً وخارجياً؟

إعلام النظام يسلط الضوء على التزوير: خطوة لإسكات الانتقادات أم بداية لموجة جديدة من الفضائح؟

تداول الإعلام الموالي للنظام هذه الفضيحة على نطاق واسع، ما أثار تساؤلات حول حقيقة نوايا النظام؛ هل هي خطوة لإسكات الرأي العام أم أنها بداية للكشف عن فضائح أوسع؟ يشير مراقبون إلى أن الوضع التعليمي في سوريا يعاني من التدمير الممنهج، حيث يتم تجاهل المدارس والمراكز التعليمية وتوجيه الموارد لدعم العمليات العسكرية، فيما تسرق الميليشيات المساعدات التي كانت مخصصة لتحسين التعليم.

تعهدات بالإصلاح وسط سخرية من الشارع السوري

وزير التربية وعد بتركيب آلاف الكاميرات لضبط عمليات الغش، ولكن هذه التصريحات قوبلت بسخرية واسعة، حيث يفتقر النظام لتقديم أساسيات التعليم للطلاب، ويواصل تجاهل احتياجاتهم الأساسية. تتوالى الفضائح، ويبقى التعليم في سوريا تحت سيطرة الفساد والمحسوبية، في مشهد يعكس عمق الأزمة التي يعيشها السوريون في ظل هذا النظام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى