“عماد”.. لاجئ سوري من “قوارب الموت” لصاحب سلسلة مطاعم في بريطانيا
نجح اللاجئ السوري “عماد” في تأسيس مطعمه الخاص في بريطانيا، إضافة لإدارة سلسلة مطاعم في أوروبا، بعد رحلة معاناة طويلة عام 2015 بعدما كان يملك مطعمين في دمشق.
اختار “عماد” السفر عبر قوارب الموت ليتنقل بعد وصوله إلى البر بين 10 دول خلال ثلاثة أشهر، راكبا دراجة، كما استقل قطارا وقاربا ونام على درج كنيسة في كاليه (شمالي فرنسا) لمدة 64 يوما.
وعندما استقر في الحياة كلاجئ، وضع جانبًا شغفه بالطعام وتولى العمل كبائع سيارات، ولكن بمجرد أن انضمت إليه عائلته، بما في ذلك بناته الثلاث، في يوليو 2016، بدأ في إعادة التفكير في الطهي.
وافتتح أول مطعم مؤقت له في شرق لندن، مارس 2017، وذلك لدعم عمل اليونيسف في سوريا، ومنذ ذلك الحين يدير أكثر من عشرة مطاعم في بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا.
وعندما قرر عماد فتح مطعمه الأكبر في لندن، تم إغلاق البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا، فسارع إلى إنشاء “بار فلافل” أمام مطعمه لتحقيق أقصى استفادة من قيود الإغلاق التي تم تخفيفها الأسبوع الماضي.
يذكر أن عماد عضو نشط في مؤسسات خيرية تساعد في جمع الأموال لدعم اللاجئين عبر مطاعمه.
وساهم عماد بمساعد الشبان على بدء حياتهم المهنية، فضلا عن الاهتمام بالمشردين في لندن وإعادة إعمار مستشفى في شمال حلب.
وفي مطعمه وسط لندن، هناك صناديق تحتوي على وجبات طعام، سيتم التبرع بـ 2 جنيه إسترليني (2.75 دولار أميركي) من كل صندوق يتم شراؤه للمساعدة في تمويل وجبات الطعام للأشخاص الذين يعيشون في مخيمات اللجوء.
وهنا قال عماد لصحيفة “ذا ناشيونال” البريطانية، إن دوره هو رد الجميل للمجتمع الذي فتح أبوابه للاجئين، ولذلك يجمع بين الأعمال الخيرية والمطاعم التجارية الخاصة به.
وأضاف “أشعر بالرضا عندما أتقاسم دخلي مع المجتمع، لقد مررت بسنوات صعبة حقا بين عامي 2012 و2015، خاصة خلال رحلتي إلى أوروبا”.
وأشار إلى أنه كان يزور مطعمه المغلق كل أسبوع خلال فترة الحجر، مع الحرص على ري نباتات الياسمين، وهي زهرة منتشرة في سوريا، قائلا، “أريد خلق جو هادئ وبسيط يذكرنا بالمنزل الدمشقي”.