سوريون يأملون أن تتحسن عملة بلادهم بعد عودتها إلى الجامعة العربية
أعرب سوريون عن أملهم في أن يتحسن سعر صرف عملة بلادهم أمام العملات الأجنبية، بعد عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية، بما يعني تعزيز قدراتهم الشرائية، التي تآكلت على مدار سنوات، مع انخفاض قيمة العملة.
وعادت سوريا إلى مقعدها في الجامعة العربية، لأول مرة، منذ تعليق عضويتها عام 2011، كما شارك الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية الأخيرة، التي استضافتها السعودية. وأنعشت هذه العودة آمال السوريين في إعطاء دفعة للاقتصاد السوري، بعد طول معاناة على مدار سنوات الصراع في بلادهم، من خلال عودة الاستثمارات مجدداً إلى سوريا، وخصوصاً الخليجية منها.
وعقب القمة، التي انعقدت في جدة، يوم 19 مايو (أيار) الحالي، شهد سعر صرف الليرة تحسناً طفيفاً أمام الدولار، لكنها ما لبثت أن تراجعت مرة أخرى.
وقال خبير الاقتصادي السوري عمار يوسف: «عودة سوريا إلى الدول العربية، والدول العربية إلى سوريا، سوف تحقق كثيراً من الإنجازات الاقتصادية، لعلَّ أهمها، والذي لاحظناه خلال الفترة الماضية، هو ارتفاع قيمة الليرة السورية مقابل الدولار».
وأضاف يوسف: «هناك تكامل اقتصادي، ونحن نلاحظ أن البلدان العربية متكاملة اقتصادياً، بطريقة أو بأخرى، وهذا عامل جذب للاستثمارات، خصوصاً الاستثمارات الخليجية، إلى سوريا، ومن ثم فهذا يؤدي إلى تحسن في فكرة إعادة الإعمار في سوريا، وتحسن الوضع المعيشي بشكل عام».
كما قال مواطن سوري إن «الوضع الاقتصادي للناس كلهم ما زال متردياً، لكن نأمل أن يتحسن هذا الوضع، وأن يتحسن الانفتاح العربي، وأن يكون هناك انعكاس على الوضع الاقتصادي في البلد، وانعكاس على الإنسان العادي البسيط».
وقال مواطن آخر: «الارتفاع قليل وليس كبيراً، وهذا له علاقة بمضاربات السوق السوداء والمنافسين والتجار السماسرة في هذا البلد، لكن حتى الآن، هناك حاجة لقاعدة اقتصادية صناعية تجارية تكون حماية وغطاء لليرة السورية، وقتها سيحدث ارتفاع لليرة السورية».
وأعلنت الحكومة السورية، مؤخراً، رفع أسعار المواد النفطية بنسبة تجاوزت 20 في المائة للتر البنزين، وأكثر من 30 في المائة للغاز. وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قراراً، تلقّت «وكالة الأنباء الألمانية» نسخة منه، عدّلت بموجبه أسعار البنزين «أوكتان»، والغاز المنزلي والصناعي، وتضمّن القرار تحديد سعر البنزين أوكتان ليرة.
وكانت الحكومة السورية قد رفعت، في 3 يناير (كانون الثاني) الماضي، أسعار لتر البنزين أوكتان، ورفعت سعر أسطوانة الغاز المنزلي المدعوم من الحكومة، من 11 ألف ليرة إلى 15 ألف ليرة سورية، وأسطوانة الغاز المنزلي خارج الدعم، من 32 ألف ليرة سورية إلى 50 ألف ليرة سورية، في حين يبلغ سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء 150 ألف ليرة. وتعاني مناطق سيطرة الحكومة السورية من شح كبير في المواد النفطية، حيث يصل سعر لتر البنزين العادي إلى حوالي 10 آلاف ليرة سورية، وسعر لتر المازوت/ الديزل، إلى حوالي 10 آلاف ليرة سورية.
وكرّست القمة العربية في جدة فكّ عزلة الرئيس بشار الأسد الإقليمية، بعد أكثر من عقد من نزاع مدمر. وفي حين يعوِّل الأسد على دعم عربي، تنتظر الدول العربية من دمشق إجراءات ملموسة فيما يتعلق بكبح تجارة الكبتاغون، التي تشكل الأسواق الخليجية، وحلاً لأزمة اللاجئين التي تثقل كاهل دول عدة.
المصدر: صحيفة الشرق الاوسط