رزقٌ من الأحجار.. سكانٌ في إدلب يستخرجون الكلس ليقتاتوا بثمنه
تبحث ريم الدّيبو (38 عاماً) وهو اسم مستعار لنازحة في مخيمات دير حسان شمالي إدلب، مع أطفالها الثلاثة عن أحجار الكلس البيضاء في الجبال والأحراش والمقالع الحجرية المجاورة لتطبخها وتبيعها.
وعن سبب لجوئها لهذه المهنة، تقول “يئست من البحث عن فرصة عمل، ولم أعد قادرة على مواجهة أعباء الحياة ولا سيما أنني نازحة في منطقة ترتفع فيها الأسعار وتقل الأجور”.
ولمدة ثماني ساعات مُتواصلة يومياً، تعمل المرأة بذلك، لـ “تؤمن قوت أطفالها”, بحسب وكالة نورث برس
وفي 2019، فقد زوجها حياته بغارة جوية استهدفت منزلهم في معرة النّعمان جنوبي إدلب، حسب “الديبو”.
وتجني الثّلاثينية وأطفالها 250 ليرة تركية (65 ألف ليرة سورية) أسبوعياً، حسبما تفيد، لقاء بيعها لكميات من الكلس الحجري في المراكز والمحال التّجاريّة
وبعد جمع أحجار الكلس، تطبخها في الفرن الحجري على نار الحطب لمدة15 ساعة، لتصبح جاهزة للبيع، حسبما تقوله.
وتوفر صناعة “الكلس” لعشرات المعيلات في إدلب مصدر رزق، حسب ما يتناقله تجار يشترون هذه المادة منهن.
وبالقرب من بلدة قورقانيا شمالي إدلب، التي تكثر فيها الأحجار الكلسية، تجمع رويدة ناصيف (32 عاماً) وهو اسم مُستعار لنازحة من مدينة سراقب شرقي إدلب، الكلس.
وتقول إنّ نساءً أخريات هدينها منذ عامين لهذه الوسيلة “الشّاقة” على حد وصفها، لجني المال للإنفاق على أطفالها وزوجها الذي بترت قدمه، إثر حادث مروري.
ولمدة ثلاثة أيام أسبوعياً، تجمع الأحجار الكلسية التي تكون بيضاء وخالية من الشّوائب وتطبخها لتبيعها، بسعر 11 ليرة تركية ( 2800 ليرة سورية) للكيلوغرام الواحد، حسب ما تفيد “ناصيف” .
وتشير إلى أنها تنتج 30 كيلوغرام كلس أسبوعياً، إلا أنها تعاني من غلاء تكلفة النّقل وصعوبة التّصدير، فضلاً عن حاجتها لجهد كبير أثناء الجمع والطّبخ.
ويستخدم الكلس الحجري لتعقيم الأشجار المثمرة والمداجن والمزارع، وكنوع من الطّلاء، لدهن المنازل الطّينية والخيام، بحسب سكان محليين.
وفي السّابق كان جمع الأحجار الكلسية، أمراً منوطاً بالرّجال دون النّساء، إلا أنّ تردي الأوضاع المعيشية وزيادة عدد الأرامل والعاطلين عن العمل بسبب الأحداث، دفع نساء كُثر للعمل بها، حسب نساء يعملن في جمع أحجار الكلس
ويجمع رضوان زكور (16 عاماً) من سكان بلدة أرمناز شمالي إدلب، أحجار الكلس مع شقيقه، ليبيعها إلى الورش الصّناعية، التي تحولها لـ “كلس”.
ولقاء ما يجمعه “زكور” يومياً يحصل على 20 ليرة تركية ( 5000ليرة سورية)، “هذا العمل أفضل من سابقه، إذ كنت في ورشة للتصليح، لا أجني إلا 50 ليرة تركية أسبوعياً”.
ومنذ بداية عام 2013، اعتلقت الحكومة السّورية والدّ الطّفل ، ولم يحصلوا حتى الآن على أي معلومات عنه، وفقاً لما ذكره “زكور” لنورث برس.
وفي السّنوات الأخيرة، زادت نسبة عمالة الأطفال في إدلب كثيراً، من دون وجود رقابة أو حقوق للعاملين من صغار السّن، حسب وكالات إعلامية.
ويقول، “زكور”، إنه المعيل الوحيد لوالدته وإخوته الأربعة، “وهذا العمل يؤمن بعض احتياجاتنا، فأنا لا أجيد مهنة أخرى، والأجور التي كنت أتقاضاها عند أرباب العمل لا تكفي ثمن الخبز”.
المصدر : نورث برس