ردود فعل متباينة حول عقوبات “قيصر”.. هل ينجح بإخضاع الأسد؟
تباينت ردود فعل السوريين مؤخرا حول قانون قيصر الذي بدأ تطبيقه بشكل فعلي منذ 17 حزيران الجاري والذي يهدف إلى إضعاف دور النظام وإجباره على المضي في الحل السياسي.
وترى شريحة من السوريين عدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية في تطبيق القانون بكليته على نظام الأسد، فيما يرى آخرون أن تأثير القانون سيكون بمفعوله على المدنيين أكثر من تأثيره على الأسد وحاشيته، فيما تعتبر شريحة أخرى أن قانون قيصر سيشكل أسوأ فترة زمنية للنظام.
وبحسب الناشط الإعلامي “علي أبو الفاروق”؛ فإن قانون قيصر يعتبر بمثابة ضربة قاصمة لاقتصاد الأسد وداعميه في حال كان هنالك جدية في معاقبة داعمي الأسد، وتجفيف منابع الدعم، ومنع تصدير النفط وموارد الطاقة والعملات الأجنبية من مناطق “قسد” والعراق وإيران وروسيا وميليشيات “حزب الله” اللبناني إلى مناطق النظام، فحينها سينهار اقتصاد النظام السوري بشكل كامل، بيد أن الأمر متعلق بجدية تطبيق القانون”.
أما الصحفي السوري “محمود أبو رأس” فيرى أن تأثير القانون سيكون على النظام والمدنيين في مناطق سيطرته، خاصة وأن النظام هو المتحكم باقتصادهم ومعيشتهم.
وأردف إن التأثير بدا واضحا قبل تطبيقه بعدة أيام على الليرة السورية التي انهارت أمام الدولار الأمريكي، الأمر الذي انعكس سلبا على المدنيين حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية والحاجيات الأساسية بشكل جنوني إلى حد لا يتناسب مع مدخول السوريين الذين بات أكثر من 80 منهم تحت خط الفقر خلال سنوات الحرب.
وأكد على أن بشار الأسد غير جاد بإيجاد حلول لإنعاش اقتصاده وتحسين حال السوريين، سوى بعض المحاولات الفاشلة باستجلاب القطع الأجنبي من البنوك اللبنانية ومن رجال الأعمال مثل “مخلوف والقاطرجي والفوز “.
وفي الصدد تقول الناشطة الإعلامية “ميس المحمود”، إن قانون قيصر سيضيق الخناق على المدنيين ولن يتأثر فيه النظام المعتمد على تبييض الأموال وسرقة الشعب السوري.
وتضيف: “ربما قانون قيصر أسهم بكشف مصير المعتقلين وسيعمل على محاكمة الأسد لكن نحن بحاجة إلى شرح أكبر لقانون قيصر ومخرجاته، والسؤال الأبرز هل سيحمي القانون الثورة السورية؟ وهل هو مفيد للسوريين أم لا؟”.
وأبدى الناشط “سيف العبدالله” بعض التفاؤل الحذر بشأن قانون قيصر الذي يحاصر ويعاقب نظام الأسد وداعميه.
واستطرد “العبدالله” بالقول إن النظام سيستخدم القانون للتضييق على السوريين على امتداد البلاد، بغية خروج السوريين بمظاهرات تطالب برفع هذا القانون تحت ذريعة الجانب الإنساني الذي لن يتأثر أصلا بحسب تصريحات واشنطن.
وفي الصدد، يقول الناشط “خزاعي خطاب” إن تأثير قانون قيصر على مناطق الشمال السوري سيكون محدودا بعد التعامل بالليرة التركية التي غطت معاملاتها كافة جوانب الحياة، وكذلك سيكون تأثيره على مناطق سيطرة “قسد” بذات المحدودية لا سيما أن المنطقة مفتوحة باتجاه العراق وهناك الكثير من السلع والمواد الأساسية المتوفرة في شرق سوريا.
وأضاف أن السكان والموظفين والعاملين في مناطق سيطرة النظام فإن التأثير سيكون مباشرا، خاصة أن السكان مجبرين على التعامل بالليرة السورية التي تنهار يوما بعد آخر.
وبحسب “خطاب” فإن النظام الديكتاتوري لديه رصيد مالي كبير من القطع الأجنبي وبالتالي فعالية القانون ستكون على المدنيين أكثر منها على النظام.
ودخل قانون قيصر الأميركي حيز التنفيذ الأربعاء، بإعلان واشنطن إنزال عقوبات على 39 من الأشخاص والكيانات المرتبطين بالنظام، وكشفت الخارجية الأميركية عن الجهات المستهدفة والتي تشمل “بشار الأسد وزوجته كل من ماهر الأسد، محمد حمشو، غسان بلال، سامر دانا، بشرى الأسد، منال الأسد، أحمد صابر حمشو، عمرو حمشو، علي حمشو، رانيا دباس، سمية حمشو”.
المصدر : شبكة بلدي الإعلامية