دراسة توضح تأثير اللاجئين السوريين على النمو السكاني في شمال أوروبا
نشرت جامعة “ستوكهولم” السويدية دراسة تحت عنوان “كيف غيّر الأسد النمو السكاني في السويد والنرويج: تأثير اللاجئين السوريين على الديموغرافيا الوطنية والبلدية في بلدان الشمال الأوروبي”.
وتحدثت الدراسة المنشورة الاثنين، 25 من كانون الثاني، عن تأثير اللاجئين السوريين على النمو السكاني في السويد والنرويج، عبر طرح سيناريوهات افتراضية لا تتضمن وجود المهاجرين والولادات المرتبطة بهم في بلدان شمال أوروبا.
وأشارت النتائج إلى أن النمو السكاني في عام 2016 كان سينخفض بنسبة 36٪ تقريبًا في السويد و 26٪ في النرويج دون السوريين، أما في نسبة الولادات، فكانت ستنخفض عام 2017 في السويد بنسبة 3%، و1% في النرويج.
ففي عام 2016، بلغ النمو السكاني في السويد أكثر من 144 ألفًا، وهو رقم قياسي تاريخي في النمو السكاني السنوي، وذكرت الدراسة أنه بدون الحرب في سوريا، النمو السكاني السويدي في عام 2016 كان سينخفض حوالي 50 ألفًا.
كما أن واحدة من كل عشر بلديات كانت ستشهد انخفاضًا في عدد السكان في 2016، بدلًا من الزيادة السكانية.
وبحسب الدراسة، “لولا الحرب في عهد الأسد وما صاحب ذلك من نزوح جماعي للاجئين السوريين، لكانت الاتجاهات السكانية في البلدان البعيدة مثل السويد والنرويج على مدى السنوات القليلة الماضية مختلفة”.
فعلى الرغم من أن الدول المجاورة لسوريا، مثل تركيا والأردن ولبنان والعراق، استقبلت الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين، وصلت حصة كبيرة إلى أوروبا.
ففي 2017 قدرّت “UNHCR” أن 15% من اللاجئين السوريين انتهى بهم المطاف في دول الاتحاد الأوروبي، مع وصول 560 ألفًا إلى ألمانيا، أي 50 بالمائة من مجموع اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي.
أما بالنسبة للسويد والنرويج، الزيادة الكبيرة في عدد اللاجئين السوريين كانت بين عامي 2011 و2018.
في السويد، زادت طلبات اللجوء بشكل كبير بعد عام 2012، وفي عام 2015، تجاوز عدد طلبات اللجوء المقدمة من اللاجئين الهاربين من سوريا 50 ألفًا، ما دفع الحكومة إلى فرض ضوابط على الحدود للسيطرة على تدفق اللاجئين إلى البلاد.
وفي النرويج، تأخرت هذه العملية إلى حد ما، إذ بقي عدد اللاجئين القادمين من سوريا إلى النرويج منخفضًا نسبيًا حتى عام 2015، الذي شهد ارتفاعًا كبيرًا.
وبحلول عام 2018، زادت نسبة السوريين المولودين في دولتي اللجوء إلى حوالي 9٪ في السويد و 3.5٪ في النرويج.
ويوضح الرسم البياني في الأدنى (مرفق في الدراسة) كيف سيكون النمو السكاني في السويد والنرويج لولا الحرب في سوريا أرفقته الدراسة.
ففي السويد، العام 2015 كان ليكون أقل بنحو 29%، وفي 2016 بنسبة 36%، و 19٪ أقل في عام 2017.
وفي النرويج النمو أقل سيكون بنحو 26٪ في عام 2016، و 20٪ أقل في 2017.
وخلصت الدراسة إلى أنه لولا الحرب في سوريا، لما تجاوز المجتمع السويدي عتبة العشرة ملايين نسمة كما في 2017، وتبلغ آخر إحصائية للتعداد السكاني في السويد عشرة ملايين و135 ألف نسمة.
وفي النرويج حيث تعداد السكان نصف تعداد السويد، كان عددهم في كانون الثاني 2019 سيكون خمسة ملايين و298 ألفًا بدون اللاجئءن، أي أقل بحوالي 30 ألفًا من عدد السكان الفعلي البالغ خمسة ملايين و328 نسمة