النازحون في مخيمات شمال سوريا بين مطرقة العواصف الثلجية وسندان الحرائق
كانت الطفلتان السوريتان انتصار البالغة من العمر خمس سنوات وشقيقتها الصغرى لين تحتميان من برد الشتاء القارس في شمال سوريا عندما أشعل وقود المدفأة حريقا في خيمتهما فلقيتا حتفهما وأُصيبت والدتهما بجراح خطيرة.
وتعيش هذه الأسرة الصغيرة مع غيرها من النازحين السوريين في مخيم يضم أكثر من 400 خيمة قرب الحدود التركية. ولا توفر الخيام حماية تذكر من العواصف الثلجية ودرجات الحرارة المنخفضة التي شهدتها المنطقة في الأيام القليلة الماضية.
وسبّبت موجة البرد حالة من الفوضى في حركة المرور ورحلات الطيران في البلدان المجاورة، غير أن آثارها أشد في شمال غرب سوريا حيث نزح ثلاثة ملايين في أزمة إنسانية طويلة الأمد.
واضطر كثيرون من هؤلاء للنزوح عدة مرات خلال الحرب المستعرة في بلدهم منذ 11 عاما.
وقال نور الدين العبد الله، ابن عم أحمد العبد الله والد الطفلتين اللتين لقيتا حتفهما، “الناس هون بالمخيم عم تعاني من وضع الخيم، ما عم تقيها البرد أبداً، بترجع بتفوت لتدفي ولادها للأسف منتعرض متل الأخ أحمد العبد الله خسر بنتين مشان الحريقة لا تقي لا برد ولا دفا، حتى إذا فكرت تدفا الله أعلم لا سمح الله بيجوز تروح أنت وولادك”.
وأضاف أن أحدث تساقط للثلج كان أشد موجة يشهدها. وتسبب كثافة الثلوج في انهيار كثير من الخيام في حين كانت المياه تتسرب من تحتها.
وقال مارك كاتس، نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية، إن الإمدادات الغذائية والخدمات الصحية تعطلت في أنحاء المنطقة وإن عمال الإغاثة يكافحون للوصول إلى بعض المواقع الثلاثمئة الأشد تضررا.
وأضاف “الأعداد مهولة ومن الصعب جدا إمداد الناس بكل الدعم الذي يحتاجونه”.
وفي محاولة يائسة لتدفئة أنفسهم يحرق النازحون الورق المقوى (الكرتون) والزجاجات البلاستيكية فيستنشقون الأبخرة السامة.
وأردف كاتس لرويترز “يتسبب نقص الوقود اللازم للتدفئة في مزيد من المعاناة”، موضحا أن طفلا واحدا على الأقل توفي جراء شدة البرد.
وقال “هناك أكثر من مليون ما زالوا يعيشون في خيام أو سكن دون المستوى. إخراج الناس من هذه الخيام أضحى أمرا ملحا بشكل متزايد