الشمعة العاشرة لثورة الياسمين .. تتغير السنين والعهد لا يتغير
دعاء الجبان_ نور زيدان
هتفت أصوات السوريين بكلمات ليست مجرد حروف بل كانت بداية ربيعٍ طويل يولد من رحم الأفواه المضطهدة ليكون “الثورة السورية” في منتصف آذار ٢٠١١.
وها هي الثورة السورية تشعل قنديلها للمرة العاشرة من عمرها ، مخلفة وراءها 9 أعوام من الموت والدمار على يد نظام الأسد، والذي قتل خلالها مئات الآلاف من المدنيين بمساعدة روسيا وإيران، كما شرد حوالي تسعة ملايين آخرين، وفقا للأمم المتحدة.
انطلقت أول مظاهرة سلمية مناهضة لسياسة القمع التي يتبعها النظام في دمشق ، حيث طالبت المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عامًا من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديموقراطية يتم فيها تداول السلطة، لكن سرعان ما فرقتهم قوات النظام بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، ليمتد قمع الاحتجاجات إلى كافة المدن الثائرة.
ثم قام النظام الطائفي بتحويل سوريا إلى أرض للصراعات العالمية ، وقلب الثورة السورية إلى حرب شاركت فيها كل دول العالم ، مما دفع سوريا إلى دوامة من العنف.
ما تزال مستمرة حتى اليوم :
عشر أعوام مضت من أعمار السوريين بالقتل والموت والنزوح، ارتكب فيها نظام أسد الطائفي وحلفائه جرائم حرب تمثلت في استخدام السلاح الكيماوي واتباع سياسة التجويع، والتهجير القسري والحصار والاعتقال التعسفي واتباع سياسة الأرض المحروقة، ولكن السؤال هل نجح النظام السوري في إجهاض طفل الحرية ؟
الجواب؛ هو لا، ويؤكد السوريين في مثل هذا الموعد من كل عام على استمرار مطالبهم بنيل الحرية والاستقلال والكرامة ، من خلال مظاهرات سلمية عارمة لا تزال مستمرة حتى اليوم وحتى اللحظة ، ومن خلال سعيهم للبقاء وتحديهم للظروف، وإبداعهم وتفوقهم في شتى مجالات الحياة، كان أيضاً بمثابة صفعة يوجهها السوريين لسياسة النظام في محاولته لكبت أصواتهم وإخماد شعلتهم المنيرة التي استطاعت أن تثبت للعالم وجودها وثباتها على ما بدأت فيه.
حرب كسر عظام:
لقد كان السلاح الروسي هو أسوأ المواجهات وأكثر فتكاً بالنسبة للمدنيين والعسكريين على حد سواء، حيث لا يوجد مقارنة بين الأصوات السلمية والبراميل المتفجرة في المقابل.
كما عملت روسيا على تقطيع أوصال المدن وتشديد الحصار ومهاجمة كل منطقة على حدة.
أدت حرب النظام إلى خسارات هائلة في الأرواح والأموال والعمران، وانهيار قيمة الليرة السورية ، وضياع مستقبل ملايين الطلاب نتيجة قصف المدارس والجامعات، بالإضافة إلى امتلاء دول العالم باللاجئين السوريين، وحصر قرابة 4 ملايين آخرين في مناطق إدلب وريف حلب الشمالي.
وبعد تمام عشر سنوات من اندلاع الثورة السورية ، بلغ عدد المعتقلين ما لا يقل عن 129 ألفا و973 شخصا، ما يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى قوات النظام السوري.
ويؤكد الشعب السوري أنه سيظل تواقاً للحرية والعدالة التي يفتقد لها منذ أكثر من خمسين عام، ولأن “الثورة فكر والفكر لا يموت” نحن على موعد مع الحرية يوماً ما، نقولها وللمرة العاشرة