“الخبيزة”..وجبة الربيع الأشهر في إدلب
ياسر العلي
تمتاز طبيعة المناطق المحررة بتنوع بيئي ، أثرى لحد ما التنوع الغذائي ، وأمد الإنسان ببدائل غذائية منحته الطبيعة دون تدخل الإنسان ودون العبء في إنتاجه.
لم يكن خيار الناس بالبحث عن تلك الأعشاب محض صدفة وعدم معرفة بل كان أثرا وموروثا تناقلته الأجيال عن الأجداد بزمن سمته الجفاف الغذائي والفقر بظل من ندرة الموارد الغذائية وقلة الحيلة والطبيعة الجبلية المنتشرة في مناطق واسعة في محررنا ..
لا ماء ، لا صناعات ،لا مياه …… ولاءات دعت الإنسان للبحث عن بديل غذائي مضمون صحيا ومنتج مجاني وهبته الطبيعة .
كما الأمس يعاني القاطن اليوم هذه المناطق الجبلية خللا في الأمن الغذائي لأسباب العجز التي فرضتها الحرب مما استثار بعض الحلول النسبية والموسمية لتفادي العبء المادي الثقيل ..
مع نهاية برد الشتاء وحلول فصل الربيع تبحث أم أحمد ورفيقاتها عن نبتة خضراء خماسية الأوراق ، وذات أزهار وردية من أجل أن تكون طبقا رئيسيا على موائدهم ، إنها نبتة ( الخبيزة ) .
ببسمة عريضة إنها خبز الفقراء : قالت أم أحمد
وذكرت بسياق حديثها الجميل بقليل من الزيت ومفروم البصل ، تصبح لذيذة المذاق وكل لقمة بليرة تركية ….
و من الأعشاب الصالحة لوجبات المائدة أيضا المتداولة باللهجة المحلية ( الشنيطرة ) ذات الاوراق الأفقية الطويلة والخضراء الفاقعة والطعم اللذيذ عند الطهي .
ولدينا أيضا نبات المخيترية ، الذي يعد مع نبات الحميضة ، وهما من النبات الورقي طويل العنق وحامض الطعم ..
الجدير بالذكر أن معظم هذه النباتات الجبلية والبعلية متعارف عليها لدى معظم سكان هذه المناطق بجميع شرائحها المجتمعية ، ومحبوبة الطعم مما جعلها مستأنسة لدى الجميع .
وأصبحت مصدر دخل موسمي للفقراء وموردا للدخل ومصدرا للرزق يتطلب البحث عنها في الجبال المحيطة لساعات وقطافها ثم طرحها عند باعة الخضار ، و يصل سعر الكيلو غرام الواحد لعشر ليرات تركية ، وتلاقي رواجا كبيرا عند الذواقين .
طوبى للفقراء بفضلهم نتقرب لله .
إن رأيت أحد بائعي الباقة من تلك الأعشاب ، خذ منه فبضاعته صنعتها يد الرحمن ، فهي تجمل الأخلاق وتنعم بالبركة