إسرائيل تبدأ مشروع بناء على الحدود السورية والجولان.. ونظام الأسد صامت
بدأت إسرائيل ببناء طريق على طول الحدود مع سوريا في منطقة الجولان المحتلة، في ظل صمت النظام السوري تجاه التحركات الإسرائيلية التي تُعتبر انتهاكاً للسيادة. ووفقًا لتقارير وكالة “أسوشيتد برس” وصور الأقمار الصناعية، تظهر عمليات تمهيد الأسفلت من قبل القوات الإسرائيلية في منطقة يُشرف عليها الأمم المتحدة، مخالفةً بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1974.
تمديد التحصينات الإسرائيلية في الجولان
أكدت منظمة الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية تجاوزت الحدود إلى المنطقة الفاصلة، وهو انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث بدأت عمليات التوغل وبناء الطريق منذ عدة أشهر من بلدة “جباثا الخشب” حتى بلدات جنوب القنيطرة. الهدف المعلن لهذه التحركات، بحسب المصادر الإسرائيلية، هو تعزيز التحصينات على طول الحدود ضد التهديدات المحتملة من ميليشيات حزب الله وإيران.
ورغم عمليات التوغل الإسرائيلية، لم يصدر عن النظام السوري أي تعليق رسمي أو تحرك لمنع هذا التمدد، ما أثار التساؤلات حول صمته إزاء هذه التحركات الإسرائيلية.
تصريحات المراقبين وتفسير الصمت السوري
تؤكد كارولين روز، كبيرة المحللين في معهد “نيولاينز” الأمريكي، أن صمت النظام السوري يعكس رغبته في تجنب مواجهة مباشرة مع إسرائيل، مفضلاً التركيز على التهديدات المحلية. وأضافت أن الجيش السوري يفتقر لقدرة الدفاع أو الهجوم طويل الأمد في مواجهة التصعيد الإسرائيلي، خصوصاً مع استمرار الضغوط على الحدود الجنوبية من قِبل القوات الإسرائيلية.
خنادق وسواتر ترابية
كشفت القناة “14” الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يعمل حالياً على تعزيز الخط الفاصل مع سوريا بوسائل تحصينية إضافية تشمل سواتر ترابية وخنادق وسياج أمني جديد. وقد أفادت التقارير بأن القوات الإسرائيلية تستخدم معدات ثقيلة لتعبيد الطرق وتثبيت الخنادق بين الحواجز بهدف تسهيل التحرك العسكري على طول الحدود.
اقرأ أيضًا: إسرائيل تعزز تحصيناتها في الجولان: مخاوف من توسع العمليات العسكرية ضد “حزب الله”
دور الأمم المتحدة ومراقبتها
صرّح نيك بيرنباك، المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، أن القوات الإسرائيلية تواصل نشاطها داخل المنطقة الفاصلة، وهو ما يخالف القواعد التي تمنع أي تواجد عسكري في هذه المنطقة من الجانبين السوري والإسرائيلي. وأشار بيرنباك إلى أنه تم رصد نشاطات مستمرة للقوات الإسرائيلية، بما في ذلك استخدام الجرافات والمعدات العسكرية الأخرى، مما يُثير المخاوف بشأن تصاعد التوترات في المنطقة.
خلفية اتفاق فض الاشتباك
تعود جذور الوضع الراهن إلى اتفاق فك الاشتباك لعام 1974، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، ويقضي بتحديد منطقة عازلة تحت إشراف الأمم المتحدة بين سوريا والجولان المحتل. وبموجب هذا الاتفاق، يُفترض أن تُدار المنطقة بترتيبات تحظر أي تحرك عسكري من الطرفين.
ختاماً
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى الصمت السوري موضع استغراب كبير، إذ لم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي يُدين التوغل الإسرائيلي. وتتواصل إسرائيل في تعزيز وجودها العسكري على الحدود السورية وسط توترات إقليمية متصاعدة.