ألمانيا.. باحثة سورية تكتشف مكونا نشطا يمنع الإصابة بـ”الزهايمر”
تمكنت الباحثة السورية المقيمة في ألمانيا “مروة ملحيس”، من اكتشاف مكون نشط يمنع البروتينات من التراكم في الدماغ والتسبب في “الزهايمر”، أحد أسوأ الأمراض التي تصيب البشر.
جاء ذلك في بحث علمي قدمته “ملحيس”، خلال التحضير لرسالة الدكتوراه بجامعة “كوبورغ” للعلوم التطبيقية في ولاية “بافاريا” الألمانية، وفق ما ذكر تلفزيون (DW)، الذي نقل عن الباحثة قولها: “من الجميل أن تفعل شيئا مهما”.
وأشار إلى أن الباحثة احتاجت لإيجاد هذا العنصر النشط، اختبار فيروسات معينة، ساعدتها في التوصل إلى المادة الجديدة، ما ساعدها باكتشاف مادة يحتمل أن تكون مكونا أساسيا في الأدوية المستقبلية لمرض “الزهايمر”.
وأكدت “ملحيس” على أن الباحثين في المركز الألماني للأمراض التنكسية العصبية (DZNE) في مدينة “بون”، اختبروا ما إذا كانت المادة تعمل أيضا في الخلايا الحية، كما تقوم بذلك أيضا مختبرات جامعة “إرلانغن”.
وذكر التلفزيون أن الخطوة التالية المحتملة هي إجراء اختبارات على فئران التجارب المصابة بمرض الزهايمر حسب ما أوضحه البروفسور “أيلين فونك”، الذي قال في تصريحات إعلامية نشرت على موقع الجامعة: “إن تطوير المشروع العلمي إلى دواء معتمد – إن أمكن – سيستغرق بالتأكيد بضع سنوات”.
ويرأس “فونك” معهد Bioanalytics في جامعة كوبورغ وأشرف على بحث الدكتوراه الخاص بـ”ملحيس” رفقة البروفسور “أندرياس رومب” من جامعة “بايرويت” بولاية بافاريا.
وشدد البروفسور “فونك” على أن البحث حقق نجاحا كبيرا لأنه “لا يوجد حتى الآن علاج لمرض الزهايمر، وهذا ما يجعله بحثا مهما في هذا المجال”. كما أكد أنهم تقدموا “بطلب للحصول على براءة اختراع للمكون النشط المكتشف”.
ولفت التلفزيون إلى أن “ملحيس” تأمل في أن يتحول عملها في النهاية إلى عقارات شافية للمرض، وقالت “سيكون من الرائع القيام بدورك لمساعدة الناس. أنا أحب البحث كثيرا”.
وتنحدر الباحثة “ملحيس” من مدينة حلب، وتبلغ من العمر 36 عاما، تعمل في مختبر التحليل الحيوي بجامعة “كوبورغ” للعلوم التطبيقية.
وبيّن التلفزيون أن تفوق “ملحيس” الدراسي في المجال العلمي ظهر منذ صغر سنها، وتوضح نتائجها في مرحلة الثانوية ذلك، نتائج شاركتها صديقتها على وسائل التواصل الاجتماعي مذكرة بشغفها العلمي منذ سنوات وبحيازتها للمرتبة الثانية في القسم العلمي لشهادة الثانوية العامة بسوريا.
واستمر مسارها العلمي المتميز بجامعة حلب، وبعد التخرج هاجرت إلى فرنسا حيث عملت في مجال صناعة الأدوية، إذ قالت في تصريحات صحفية: “لقد عشت أنا وزوجي في فرنسا لمدة أربع سنوات قبل المجيء إلى ألمانيا” كان هذا قبل اندلاع الحرب في سوريا.
واعتبر التلفزيون أن السر وراء شغفها العلمي الذي أوصلها لهذا الاكتشاف، قد يكون انحدارها من أسرة علمية، فأمها رئيسة شعبة الدراسات العليا والبحث العلمي في كلية الصيدلة بمدينة حلب، وأختها صيدلانية في السعودية، وزوجها درس الطب في كل من سوريا وفرنسا ويعمل حاليا كخبير واستشاري علاج الأورام بالإشعاع في مصحة كوبورغ.
وعند إعدادها البحث ورسالة الدكتوراه، كانت “ملحيس” أما لطفلين وحاملا بمولودها الثالث، وتقول عن تلك الفترة “لقد كتبت كل الأشياء النظرية أثناء حملي”. وبذلك تكون مروة مهاجرة تمكنت من الوصول عبر البحث العلمي لشيء فريد، لتكون وجها مشرقا جديدا بين مجموعة من المهاجرين الذين تمكنوا من تحقيق إنجازات علمية في المهجر، ومثالا إيجابيا يحتذى