اليوم العالمي للطفل: معاناة أطفال شمال غرب سوريا بين التسرب التعليمي وعمالة الأطفال
في 20 نوفمبر من كل عام، يحتفل العالم بـ”اليوم العالمي للطفل“، وهو ذكرى لإعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة حقوق الطفل عام 1959 وتبني اتفاقية حقوق الطفل عام 1989. ومع ذلك، تظل حقوق الأطفال في سوريا، وخصوصًا في شمال غرب البلاد، تواجه انتهاكات كبيرة، وسط أزمات معقدة تُهدد حاضرهم ومستقبلهم.
التسرب التعليمي في شمال غرب سوريا
تشير الإحصائيات لدى منسقو استجابة سوريا إلى أن أكثر من 2.3 مليون طفل في سوريا يعانون من التسرب التعليمي، بينهم 386 ألف طفل يعيشون في المخيمات شمال غرب البلاد. أغلب هؤلاء الأطفال لا يحصلون على التعليم بسبب عدة عوامل، أبرزها:
- زيادة عمالة الأطفال نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة.
- نقص البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، حيث دُمِّرت 891 مدرسة، وأُغلقت 266 مدرسة أخرى خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
- انتشار الزواج المبكر، وهو أحد العوامل التي تعيق تعليم الفتيات على وجه الخصوص.
عمالة الأطفال: أزمة متفاقمة
يُعد غياب التنظيم القانوني لسوق العمل واستغلال الأطفال أحد أبرز التحديات في شمال غرب سوريا. الأطفال يواجهون ظروفًا قاسية داخل سوق العمل، في ظل انعدام الحماية القانونية والاقتصادية، مما يحرمهم من حقوقهم الأساسية.
اقرأ أيضًا: تقرير يحصي عدد الأطفال المتسربين عن المدارس في شمال غربي سوريا
الهجرة والنزوح: جيل ضائع
تزايد النزوح الداخلي والخارجي أدى إلى ارتفاع معدلات الأطفال المهاجرين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا، بنسبة بلغت 37% من إجمالي المهاجرين. هذه الأرقام تشير إلى أزمة حقيقية تتطلب حلولاً عاجلة لحماية حقوق الأطفال.
أزمة مستدامة وحلول مطلوبة
الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، مع استمرار الهجمات على البنية التحتية، تُفاقم من مأساة الأطفال في شمال غرب سوريا. لابد من تعزيز جهود المؤسسات المحلية والدولية لمنع تسرب الأطفال من التعليم، ومحاربة عمالة الأطفال، وإعادة بناء المدارس المدمرة.
خاتمة
في اليوم العالمي للطفل، يجب أن نتذكر أن ملايين الأطفال السوريين، خصوصًا في شمال غرب البلاد، يعانون من أزمات متداخلة تحرمهم من أبسط حقوقهم. الاستثمار في تعليم الأطفال وحمايتهم هو استثمار في مستقبل سوريا بأكملها.