التحقيقات

أطفال سوريون ضحايا للمخدرات والإستغلال الجنسي في اليونان

وَقَع بعض الأطفال القاصرين المهاجرين بمفردهم دون أولياء أمورهم في اليونان ضحايا الاتجار بالمخدرات والاستغلال الجنسي مقابل المال، كما عمق معاناتهم توقف منظمة “ميتاذراسي” (METADRASI) اليونانية المتخصصة عن مساعدتهم.

وقال محمد ( 17عاما) لـ “أورينت نت” إنه احتجز لأكثر من 7 اشهر في كامب (مخيم) بـ “موريا” بعد عبوره من أزمير التركية إلى اليونان، مضيفا أن في المخيم لا تتوفر رعاية صحية أو طبية أو غذاء إلى جانب اعتداء الشرطة اليونانية عليهم بالضرب، ما أدى إلى إصابته بكدمات، هذا عدا المشجارات شبه اليومية.

وأشار محمد إلى أن الفترة التي قضاها في المخيم تعد من أصعب فترات حياته لأنه قضاها مع مجموعات من قاصرين ينحدرون من بلدان أسيوية وأفريقية عديدة.

وتابع المراهق السوري: بعد حصولي على ورقة الحماية الدولية من المكتب الأوروبي لدعم اللجوء (الكرت الأبيض) انتقلت إلى العاصمة أثينا وأقمت مع عائلة سورية بغرفة واحدة لا تتجاوز المترين، وبعدها انتقلت إلى خيمة أخرى مشتركة بين قاصرين وبالغين، وفيها كانت أرى البالغين يمارسون الجنس ويشربون المخدرات وأنواع شتى من السجائر دون أن يحاسبهم أحد، فأصبحت منذ ذلك الحين مدخنا.

عقبات نقص الدعم والرعاية

ولا يتلقى محمد وأمثاله من القاصرين دعما ماديا يكفي تأمين احتياجاته ولا برامج توعية جيدة حالياً، بعد أن تخلت عنهم مسؤولة من منظمة ميتاذراسي(METADRASI )، و التي كان يراها كلما مرت بضعة أشهر لتجلب بعض الألبسة، حيث كان يحصل على دعم مالي 30 يورو يأخذها على دفعتين خلال الشهر، وفق قوله.

ويؤكد محمد أن بعض السيارت تعترض طريق القاصرين وتدعوهم إلى الصعود والذهاب إلى المنزل مقابل 10 يوروهات، بغرض ممارسة الجنس، مستغلين جهل الأطفال وحاجتهم للمال، نظرا لاستمرار نقص الدعم وضآلة فرص الحصول على رعاية متخصصة في المخيمات المفتوحة في اليونان، ما سهل اجتذابهم لعالم الجريمة و الاتجار بالمخدرات.

ويقول محمد إنه تقدم منذ قدومه إلى أثينا بطلب لم شمل مع أقربائه في ألمانيا لكنه رفض ثلاث مرات متتالية، فاضطر لطلب اللجوء في اليونان بتاريخ 4-نيسان أبريل 2018 ليحصل على موعد لمقابلة اللجوء في17أيلول/ سبتمبر المقبل، وقتها يكون قد أتم 18 عاما، وتكون ثلاث سنوات مرت من عمره دون أن يحقق أي شيء بسبب البطء الشديد في تسير معاملات اللاجئين في اليونان.

ويتم إيواء الكثير من المهاجرين القصر في اليونان، في مأوى مؤقت، يشكل السوريون نسبة 16 % منهم والأفغان أكثر من نصفهم وفق إحصائية أوردتها شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) ، وسط نقص الموارد والإمكانيات وغياب التخطيط المناسب.

وتتركز المخيمات في معسكرات قديمة للجيش اليوناني ومصانع مهجورة، وبعضها غير صالحة لمعيشة البشر وغير ملائمة للمراهقين والأطفال بشكل خاص، حسب جمعيات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة اليونانية.

لايوجد تعليم

وأكد تقرير “هيومن رايتس ووتش” الصادر بتاريخ 15 كانون ثاني يناير 2019 أن العنف الجسدي والجنسي ضد القاصرات شائع في مخيمات اللجوء باليونان، وأبلغت المنظمات غير الحكومية عن تدهور أوضاع الصحة العقلية لدى طالبي اللجوء، وظل معظم الأطفال غير المصحوبين بذويهم يوضعون في مخيمات مع البالغين، في ما يسمى بالاحتجاز الوقائي لدى الشرطة أو يواجهون التشرد، مع عدم حل السلطات مشكلة نقص مآوي الأحداث أو دور الحضانة.

وحصل أقل من 15 % من الأطفال ملتمسي اللجوء على التعليم في الجزر اليونانية، ولم يلتحق بالمدارس العامة في البر الرئيسي اليوناني إلا نصفُهم، وفق المنظمة.

وعلى الرغم من أن اليونان واصلت استضافة عدد كبير من طالبي اللجوء، إلا أنها لم تحم حقوقهم. وقد ازداد إجمالي عدد الوافدين مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017. لكن أوجه القصور في نظام الاستقبال ونظام اللجوء تزايدت مع الاكتظاظ الشديد والظروف غير الصحية ونقص الرعاية المتخصصة الكافية، بما في ذلك الرعاية الطبية والنفسية والدعم الاجتماعي.

2019-04-25

المصدر: عرب ميديا- ARAB MEDIA

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى