شهداء وجرحى ونزوح… أسبوعٌ دامٍ على ريف حماةَ
شهدت مدن وبلدات ريف حماة طيلة الثلث الثاني من شهر شباط/فبراير الحالي تصعيداً عنيفاً، وعاشت على صفيحٍ ساخن استمر لنحو أسبوعين، سقط خلاله عدد من الشهداء والجرحى وأدى بمجمله لنزوح عشرات الآلاف من المدنيين من قراهم وبلداتهم نحو مناطق الداخل ومخيمات الحدود الشمالية.
وكان ريف حماة الغربي الأبرز على الساحة كونه الخزان البشري الأكبر للمدنيين في ريف حماة، حيث تعرضت مدنه وبلداته وقراه لقصف مدفعي وصاروخي طال جميع قرى الخط الشرقي في سهل الغاب، من قلعة_المضيق جنوباً وحتى الزيارة شمالاً مروراً ب التوينة و الشريعة و الحويز و جسر_بيت_الراس وصولاً ل الحواش و الحويجة، وبلغ عدد القذائف التي تم تسجيلها (+700) قذيفة سقط إثرها ستة شهداء، بعضهم استشهد مباشرة (رجل في قلعة المضيق وامرأة في التوينة وشاب في الشريعة) بينما استشهد آخرون لاحقاً متأثرين بجراحهم التي أصيبوا بها خلال القصف (فتاة من التوينة وشاب من الشريعة) بالإضافة لسقوط أكثر من عشرين مصاباً بينهم نساء وأطفال.
واستهدف القصف منازل المدنيين والبنى التحتية والطرقات الواصلة بين القرى والتي كان يستخدمها المدنيون خلال رحلة النزوح.
ولم تغب قرى جبل_شحشبو وبلدة #كفرنبودة عن المشهد، حيث تم استهداف أحد مساجد كفرنبودة خلال وقت الصلاة أثناء تجمع الناس بجواره مما أدى لوقوع إصابات خطرة بينهم أطفال.
وفي الريف الشمالي كان الوضع مشابهاً، حيث أدى القصف المكثف على #كفرزيتا و اللطامنة و الأربعين و الزكاة و لطمين و مورك و الصياد لنزوح قسم كبير من الأهالي الذين عادوا مؤخراً إلى بيوتهم عقب فترة من إعلان اتفاقية “المناطق منزوعة السلاح” والتي شهدت هدوءاً نسبياً في عموم المنطقة، ثم لم يلبث الوضع الأمني أن انفجر مجدداً وانقلب فيها ناراً ودمارا.
وبلغ عدد القذائف التي استهدفت الريف الشمالي (+200) كانت حصيلة كفرزيتا فيها أكثر من 150 قذيفة غالبيتها صاروخية وعنقودية، بينما استهدفت مدينة اللطامنة بأكثر من 40 قذيفة أدت لسقوط شهيدة وإصابة رجل وامرأة، وشهيدة في قرية الزكاة ومصابَين اثنَين في قرية الأربعين، وشهد الريف الشمالي كالعادة سقوط عشرات القذائف على الأراضي الزراعية ومحيط مدن كفرزيتا واللطامنة من الجنوب والغرب وكذلك شرق وجنوب مورك.
ولم تكن قرى الغاب الشمالي بعيدةً عما يحدث في عموم الريف، حيث تعرضت قرى ناحية الزيارة لقصف مدفعي وصاروخي أدى لارتقاء شهيدين في قرية زيزون (شاب وفتاة) وإصابة ثلاثة آخرين (رجل وامرأتين) إثر الاستهداف الذي طال قرى #زيزون و الزيارة و المنصورة و تل_واسط و المشيك و قليدين.
وفي المجمل زاد العدد الكلي للقذائف عن 1000 قذيفة، بحسب الإحصائية الصادرة عن الدفاع المدني في مديرية حماة، تسببت بارتقاء تسعة شهداء وإصابة نحو 30 آخرين بالإضافة لدمار بمنازل المدنيين وممتلكاتهم.
عملت فرق الدفاع المدني في مديرية حماة على الوقوف لجانب المدنيين وعملت معهم يداً بيد في الوصول لأماكن الاستهداف وإخلاء الشهداء وإنقاذ المصابين وإسعاف الجرحى، اليوم ومع الهدوء النسبي تسارع فرق الدفاع المدني وبكافة مناطق الريف إلى إصلاح الأضرار التي خلفها القصف سواء بشبكات الكهرباء أو الماء، حيث تعمل الورشات المختصة على إعادة وصلها للمدنيين بالإضافة لإصلاح الأضرار الناجمة عن القصف في الطرقات والشوارع الرئيسية من إزالة الركام والأنقاض وإعادة فتح الطرقات وتسليكها لتأمين عودة المدنيين إلى منازلهم قريباً.
الخوذ_البيضاء -حماة
2019-02-23
المصدر: الدفاع المدني السوري