مفوضية اللاجئين: معظم اللاجئين السوريين لا يفكرون بالعودة إلى بلادهم
كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تقرير صادر عنها، أن معظم اللاجئين السوريين لا يخططون للعودة إلى بلادهم في المستقبل القريب.
وأشار التقرير أن 92.8 % من السوريين الذين استطلعت آراءهم في لبنان والأردن ومصر والعراق، قالوا إنهم لا ينوون العودة إلى سوريا خلال الأشهر الـ12 المقبلة.
وبحسب التقرير فقد أجاب 5.6 % ممن تم استطلاع آرائهم أنهم غير متأكدين من ذلك.
وأشارت المفوضية إلى أنه من بين أولئك الذين لا يخططون للعودة إلى سوريا، أكد 77 % إنهم سيبقون في بلد إقامتهم الحالي، بينما أوضح 16 % أنهم سيذهبون إلى بلد جديد.
وذكر التقرير أن المسح الإقليمي السابع لتصورات اللاجئين السوريين ونواياهم بشأن العودة إلى سوريا، أشار إلى تراجع الرغبة بالعودة لدى اللاجئين السوريين، كما أوضح أن نسبة من لا يخططون للعودة كانت 78 % في عام 2017.
في حين أجاب 57 % ممن شملهم الاستطلاع، أنهم يرغبون بالعودة إلى سوريا يوماً ما، وهي أقل نسبة مقارنة بالاستطلاعات السابقة.
وبحسب التقرير فقد تنوعت أسباب عدم رغبة السوريين بالعودة إلى ديارهم، بينها غياب الأمن والصعوبات الاقتصادية في سوريا، إضافة إلى رفض التجنيد العسكري الإلزامي في قوات النظام.
وفي سياق متصل، أكد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تركيا “فيليب لوكلير”، أن الأسباب الرئيسية لترك ملايين السوريين بلادهم ولجوءهم إلى دول العالم، ما زالت متواجدة ولم تتغير.
وقال (لوكلير): “إن عدد اللاجئين والنازحين داخلياً حول العالم، سجل خلال السنوات السابقة رقماً قياسياً لم تشهد سجلات المفوضية السامية نظيراً له في أي وقت مضى”.
ووصل عدد النازحين قسراً حول العالم إلى 100 مليون نسمة، وبحسب (لوكلير)، فإن هذا “تطور سلبي للغاية، لأنه يعني أن نظام الأمن الجماعي للمجتمع الدولي لم يتمكن من منع الحروب والصراعات والاضطهاد”.
وأضاف: “كونك لاجئاً يمثل تحدياً كبيراً، أنت تغادر بلدك بسبب الصراع والاضطهاد والحرب، وهذا ليس قراراً يمكن اتخاذه بسهولة، فعليك أن تفر من أجل سلامتك وسلامة عائلتك وأطفالك”.
وشدد على ضرورة تذكير الدول والرأي العام العالمي بمدى أهمية توفير مكان آمن لهؤلاء الأشخاص اللاجئين، لأنهم قد يتعرضون للأذى أو القتل إن لم يعثروا على مكان آمن.
وحول رؤية الأمم المتحدة لحل مشكلة اللاجئين، قال (لوكلير): “أول شيء تطمح إليه المفوضية من المجتمع الدولي والدول الفاعلة، هو العمل المشترك من أجل تحقيق السلام في البلدان التي تعاني من حروب وصراعات مسلحة”.
وأوضح أن وقف الصراع، يتيح للناس العودة إلى بلدانهم، إلا أنه على الرغم من ذلك أشار (لوكلير) إلى “توقف الصراع المسلح في أفغانستان إلى حد ما، لكن الظروف المعيشية التي يواجهها الأفغان تجعل من الصعب عليهم البقاء أو العودة إلى بلدهم”.
كذلك أضاف: “لم يتم حل النزاع في سورية، كما لم يتم في هذا البلد إجراء أي تحسينات سياسية أو أمنية، والواقع أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للذين يعيشون في سورية يزداد سوءاً يوماً بعد يوم”.
ومضى بالقول: “لذلك نحن بحاجة إلى خلق ظروف من أجل إحلال السلام في هذين البلدين وضمان عودة اللاجئين”.
يشار إلى أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تؤكد وجود أكثر من 13 مليون سوري بين لاجئ في دول العالم ونازح ومهجر داخلياً، 5.6 مليون منهم في دول الجوار، و6.9 مليون نازحين ومهجرين داخلياً معظمهم في محافظة إدلب شمال غربي البلاد.