5 طرق يلجأ لها سوريون للتأقلم مع تضاعف الأسعار في تركيا
يأبى الدولار إلا أن يلاحق السوريين من بلدٍ إلى آخر، ليؤثر على حياتهم ومعيشتهم بدءاً من سوريا ولبنان مروراً بالسودان ومصر وليس انتهاءً بتركيا، معيداً إلى أذهانهم حلم الخلاص بالوصول إلى أوروبا أو إيجاد فرصة عمل في الخليج هرباً من واقعهم الأليم.
في تركيا، ارتفع الدولار فارتفع معه كل شيء، وانخفض فلم ينخفض معه شيء! إذ رغم استقرار الليرة التركية أمام الدولار في الأيام القليلة الماضية إلا أن الأسعار بقيت مرتفعة وإن انخفضت فقروشٌ معدودة.
ولعل أبرز ما يميز السوريين عن غيرهم هي قدرتهم على التكيّف، فمهما كانت المشكلة فإنهم قادرون على إيجاد حلول لها والخروج منها بسلام، لذلك تجدهم يقاومون ارتفاع الأسعار في تركيا بجميع الوسائل والطرق، وأبرزها الآتي:
الشراء حسب الحاجة
هرباً من فخ الشراء القهري، يحاول البعض تقييد أنفسهم بعدم شراء ما لا يلزم، فإذا كنت أحتاج كيلو من البندورة فلماذا أشتري 4 كيلو؟ وإذا كان شراء نوعين من الفواكه يكفي فلماذا أشتري أربعة أنواع؟ وإذا كان لا أحد من أفراد الأسرة يفضّل الحلاوة والمربى فلماذا أشتريهما؟ وإذا كانت غرفتي تفيض بالملابس فلماذا أشتري المزيد؟
بالإجابة على هذه الأسئلة وما يشبهها تتحقق لدينا عادة الاكتفاء بالضروري، بل وبالكمية المناسبة من الضروري أيضاً.
الشراء بالجملة
قد تظن للوهلة الأولى بأن هذه النقطة تتعارض مع ما قبلها، بينما لا تعارض بينهما، إذ الشراء بالجملة يعني الاستفادة من الأسعار المخفضة للمواد التي تُشترى بكميات كبيرة كالأرز والبرغل والسكر والزيت والسمنة وغيرها مما لا يضره طول تخزين كالفواكه والخضروات التي أوصينا بالاقتصاد فيها.
ويوجد أسواق ومحلات متخصصة بذلك في كل ولاية، بإمكانك زيارتها ومقارنة الأسعار فيما بينها ثم شراء الأنسب لك جودةً وسعراً.
ترشيد استهلاك الكهرباء والماء والغاز
تبدو فكرة بديهية أن يكتفي أحدنا باستخدام الأدوات الكهربائية والمياه والتدفئة وفق حاجته دون زيادة أو نقصان، ورغم أنها منطقية إلا أن القليل من يلتزم بها غالباً! ونركز هنا على التدفئة لأن لها حصة الأسد من الفواتير، فنذكّر بما يقوم به البعض من اقتصار التدفئة على غرفة واحدة أو اثنتين بأفضل الأحوال وذلك وفقاً لعدد أفراد الأسرة وحاجة بعضهم إلى غرفة مستقلة بغرض الدراسة أو غير ذلك.
كما يوصي الأتراك باستخدام الأجهزة الكهربائية كالغسالات والجلّايات وما شابه “مما يمكن تأجيل استخدامه” بين الساعة العاشرة ليلاً والسادسة صباحاً، وذلك إذا كان نظام تعرفة الكهرباء متعدد الأوقات، أما إذا كانت تعرفة الكهرباء لمرة واحدة فلا فرق بين استهلاك الكهرباء نهاراً أو ليلاً.
شراء البضاعة المستعملة
تعدّ أسواق المستعمل في تركيا ملاذ السوريين لتأمين احتياجاتهم في ظل ارتفاع أسعار البضاعة الجديدة، إذ ليس منطقياً أن تشتري براداً أو غسالة توازي نصف معاشك أو ثلثه، بينما بإمكانك شراء أحدهما بجودة جيدة ولا يأخذ من راتبك أكثر من عشره أو ثمنه.
وتجد البضاعة المستعملة قد غزت الفيسبوك، في مجموعاته وصفحاته وتبويبة المتجر الخاصة به (Marketplace)، وليس الفيسبوك وحده من غزته أسواق المستعمل، بل الواتساب الذي تعدّ المجموعات فيه خياراً مميزاً وسهلاً للمستخدمين لإمكانية الاتصال مباشرة بصاحب الغرض المراد بيعه.
ليس هذا وحده بل توجد تطبيقات مميزة متخصصة ببيع الأغراض المستعملة كـ letgo و sahibinden، اللذين يمكّنانك من البحث عما تحتاجه بمنطقتك الجغرافية، موفراً على نفسك الوقت والجهد والمال، ولا سيما إذا كنت تعيش في الولايات الكبرى كـ إسطنبول التي قد يفصل بين منطقة وأخرى فيها ما يزيد عن 100 كم وبالتالي قد تجد سلعةً سعرها 500 ليرة بينما أجرة توصيلها 1000 ليرة، فيأتي هذان التطبيقان ليتيحان لك فرصة البحث داخل الشارع أو الحي الذي تسكن فيه.
محاولة إيجاد عمل إضافي
لعلها وإن حققت رخاءً فإنها أصعب الطرق غالباً، لأن نظام العمل في تركيا ليس بتلك الرفاهية التي تسمح لك بعمل إضافي، ولكن للضرورة أحكامها، فعندما لا يكفي المعاش رغم الاقتصاد في كل شيء، حينها يصبح العمل الإضافي حاجةً لا خياراً، ويبحث البعض عن عمل إضافي في مجموعات الفيسبوك والواتساب، بينما تساعد مواقع متخصصة وتطبيقات متنوعة الباحثين عن فرص عمل في تركيا كموقع “أدويت” على سبيل المثال الذي يضيف يومياً عشرات فرص العمل بمختلف المجالات.
ولكن ليس بمقدور الجميع مقاومة حب الشراء، فليس سهلاً على من اعتاد أن يشتري كل ما يشتهي ولا يحرم نفسه شيئاً أن يقيّد نفسه وعائلته ويحرمهم ما لا طاقة له بشرائه، كما تنعدم الحلول تقريباً أمام من معاشه يلامس الـ3 آلاف ليرة تركية، نصفها يذهب لإيجار المنزل، ليقف عاجزاً أمام نصفها الآخر حائراً كيف يوزعها ما بين طعام وشراب وفواتير وطبابة ومعاملات وغير ذلك!.
المصدر : اورينت نت