“التعفير”.. نازحون سوريون يجمعون بقايا محصول البطاطا لسد رمقهم
يجتمع مئات المدنيين في أراض زراعية فارغة بمحافظة إدلب شمالي سوريا، بحثا عن ما تبقى من محصول البطاطا لجمعها وبيعها، علّها تدر عليهم بعض الدخل فيسدون به رمقهم.
وذكرت وكالة “الأناضول” في تقرير لها إن جمع بقايا حصاد البطاطا أو ما يسموه السكان في المنطقة بـ”التعفير”، بات وجهة الكثير من العائلات الفقيرة، خاصة النازحة منها في إدلب.
وأوضحت أنه بعد الحصاد حيث يتم جمع البطاطا السليمة يداهم الأراضي المئات من النازحين بحثا عن ما تبقى من الحصاد، فيجمعون تلك التي عافها مالكي الأرض لأنها غير سليمة أو التي لم يلحظوها تحت التراب.
وينهمك هؤلاء المدنيين في البحث عن البطاطا المتبقية كمن يبحث عن الذهب، يدفعهم في ذلك فقر الحال والعوز وحياة النزوح التي أجبرهم عليها نظام بشار الأسد.
ولفتت إلى أنه رغم المخاطر الجمة من الانتشار في الحقول حيث تتعرض بين الحين والآخر للقصف من نظام الأسد وحلفائه، إلا أن ذلك لا يمنع هؤلاء الناس من الانتشار في الحقول والبحث عن البطاطا التي يجمعونها فيبيعون قسما منها و يأكلون القسم الآخر.
وذكر محمد حسن، أحد مرتادي تلك الحقول لمراسل الأناضول، أنهم يأتون إلى هذا المكان رغم المخاطر لجمع البطاطا المتبقية بعد الحصاد، مشيرا أن الظروف الصعبة التي يعيشونها تدفعهم لهذا العمل.
وأشار حسن، أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية من وقود وخبز وخضروات زادت من معاناتهم، موضحا أنهم يكسبون ما يقارب الدولار الواحد في كل يوم يقضونه في تلك الحقول.
من جانبه، قال محمد ظافر، إنه يبيع قسما من البطاطا التي يجمعها ويأخذ القسم الآخر إلى البيت، لافتا أن جل مرتادي هذه الحقول هم من النازحين الذي يسكنون الخيام ويعانون الفقر والعوز.
وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران التوصل إلى اتفاق على إقامة “منطقة خفض تصعيد” في إدلب، ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.
إلا أن قوات النظام السوري وداعميها تهاجم المنطقة بين الحين والآخر، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 5 مارس/آذار 2020.