عبر “واتساب”.. معهد تعليمي مجاني في ريف إدلب
بعد موجة النزوح الأخيرة التي شهدتها محافظة إدلب، اضطر الأستاذ “محمد الحكيم” أن يوقف دورات الدروس الخصوصية التي يقدمها لطلاب الشهادة الثانوية “البكالوريا”. ولكن حاجة الطلاب لمراجعة الدروس قبل الامتحان كانت ملحة، لذلك لجأ لإنشاء مجموعة واتساب لمشاركة بعض الأبحاث للطلاب.
يقول “الحكيم”: “إقبال الطلاب وتفاعلهم مع الدروس جعلنا نعمل برفقة عدد من الزملاء على تطوير الفكرة وإعلان دورات أخرى عبر تطبيق الواتساب أيضاً”.
ومع تفاقم مشكلات الوضع المعيشي في الشمال المحرر بعد موجات النزوح والمعارك، وانتشار فايروس كورونا، أصبحت فكرة التعليم عن بعد واقعاً إجبارياً.
لذا عمل الأستاذ “حكيم” مع عدد من الأساتذة على تأسيس “معهد التفوق الافتراضي”، والذي بدأ بتقديم دورات بمواد متنوعة لطلاب الشهادتين “تاسع وبكالوريا”.
“يوسف الخلف” أحد أعضاء الكادر التدريسي أوضح لـ”اقتصاد” أن الدورات التي يتم تقديمها في المعهد مجانية بشكل كامل، وتعتمد على طريقة الفيديوهات لشرح الدروس ومن ثم التفاعل مع الطلاب عبر محادثات مواقع التواصل كي تصل المعلومة بشكل أوضح، ومساعدة الطلاب لطرح أسئلتهم واستفساراتهم.
ويقول “الخلف”: “لدينا أعمالنا الأخرى خارج المعهد والتي نتقاضى عليها أجوراً، وأما المعهد فجميع العاملين فيه متطوعون، ونسعى لتوسيع كادره عبر استقطاب أساتذة جدد يرحبون بالعمل التطوعي”.
بات معهد التفوق يضم قرابة ١٠٠٠ طالب وطالبة موزعين على عدة غرف واتساب بطريقة الشعب المدرسية ولكل منها برنامج حضور خاص.
وأُعلن عن المعهد مع مطلع العام الدراسي الجديد عبر إقامة دورات في عدة مواد مختلفة كمادة الفلسفة والتاريخ واللغتين العربية والإنجليزية.
وبحسب “الخلف” فإن طريقة الانتساب للمعهد متاحة لجميع الطلاب عبر رابط خاص بالتسجيل نشره المعهد عبر صفحته على “فيسبوك”، حيث يتم تعبئة المعلومات الكافية حول المستوى الدراسي للطالب، والمواد التي يرغب بحضورها وطريقة التواصل معه، ليتم فرزه ضمن المجموعة المناسبة.
“زهرة” هي إحدى الطالبات في المعهد تقول إنها لمست “الإخلاص والتفاني” في طريقة إعطاء الدروس والتواصل الجيد مع الطلاب، لا سيما أنه وفي أغلب الأحيان، فإن عدم الاهتمام الكافي هو سمة المشاريع المجانية.
وتردف “زهرة”: “الوضع هنا مختلف وأنا أشعر بفائدة كبيرة، واهتمام واضح من الأساتذة”.
كما شجعت فكرة التعليم عن بعد دون الالتزام بمواعيد محددة، “هبة”، على العودة لمقاعد الدراسة.
تقول “هبة”: “بعد أن تزوجت لم أعد أستطيع التعلم بالمدرسة أو الحضور بالمعهد، وأنا أتطلع لمواصلة تعليمي ونيل الشهادة الثانوية، فكان مشروع المعهد بالنسبة لي كمن وجد ضالته في الصحراء”.
وتتابع “هبة”: “يمكنني بأي وقت تحميل الدروس ومتابعتها، والاستعانة بالأساتذة عند وجود صعوبة ما، وكل ذلك بشكل مجاني وهي أهم مميزات المعهد الذي تعرفت عليه عبر صفحة (فيسبوك)”.
المصدر : إقتصاد