عاصفة مطرية ورعدية تعمق مأساة النازحين ومنكوبي الزلزال في شمال غربي سوريا
مصطفى النجاري – صدى
ضربت عاصفة مطرية, مساء الأمس, مناطق شمال غربي سوريا وتسببت في تضرر عدد كبير من مخيمات النازحين ، ومراكز إيواء مؤقتة، جرى إتشاؤها للمتضررين من زلزال السادس من شباط /فبراير الماضي، وشردتهم إلى العراء و المساجد والمدارس في ظروف إنسانية صعبة، في الوقت لبت فرق الدفاع المدني والمنظمات نداءات الإستغاثة للتدخل ومساعدة النازحين.
تحت غزارة الأمطار وإلى جانب خيمته التي غمرتها مياه السيول في مركز “الزوف” بريف جسر الشغور شمال إدلب لإيواء المتضررين من الزلزال المدمر, يجلس محمد، وإلى جانبه زوحته وأطفاله، محاولاً مواساتهم والتخفيف من معاناتهم، وبأن الأمطار لا بد لها أن تتوقف وسيعودون بعدها جميعاً إلى خيمتهم.
يقول محمد ذو ال 40 عاماً وهو أب ل 6 أطفال : لا يمكن وصف الوضع المأساوي, ف الأمطار الغزيرة قد تسربت الى داخل خيمتنا السكنية, ولم نستطع أن نبقى بداخلها, بالرغم من إحكامها بشكل قوي مع الأرض ولكن طبيعة الأرض الطينية سببت تسرب المياه الى داخل الخيمة، وتبلل فيها كل شيء بما فيها الأغطية والفرش والألبسة.
وأعلن منسقو إستجابة سوريا عن خروج عشرات المخيمات عن الخدمة بشكل كامل نتيجة الهطولات المطرية الكثيفة التي تشهدها مناطق شمال غرب سوريا، من بينها العديد من مراكز الإيواء التي شيدت حديثاً للمتضررين من الزلزال، مع تضرر مئات العائلات دون وجود أي حلول جذرية لقضية المخيمات والمعاناة المستمرة منذ أعوام.
وعلى بعد بضعة أمتار من الخيمة السكنية لمحمد, يجلس الحاج أبو أحمد وتبدو بوضوح علامات الحزن والبؤس على وجهه كونه لم يكن بأحسن حال من باقي سكان المخيم, والذي ضاعف حالهم بقاءهم لعدة ساعات تحت الأمطار الغزيرة وأصوات الرعد المرعبة.
يقول الحاج أبو أحمد : “التربة في المخيم ترابية زراعية حمراء، ومع قدوم الشتاء يتراكم الطين والوحل ولا يستطيع الأطفال المشي خارجاً ويصعب التنقل بالسيارات أو وسائل النقل أو الدراجات النارية، ولذلك يعاني الناس هنا كثيراً في الشتاء.
من جانبه يقول محمد أشقرو وهو أحد الناشطين في منطقة جسر الشغور : تسببت العاصفة المطرية في تضرر حوالي ثلاثين خيمة من اصل اربعين في مخيم ايواء الزوف الذي يضم أكثر من 75 عائلة, وأدت الى تسربت المياه لداخل الخيم واصبحت الارض طينية موحلة مما فاقم المعاناة اكثر.
ويضيف أشقرو : المخيم لم يكن مجهز للعوامل الجوية القاسية لانه أُنشأ حديثا بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة في السادس من شباط الماضي.
وبحسب الدفاع المدني, أدت العاصفة المطرية الى تشكل سيول جارفة خلفت أضراراً في 40 مخيماً للمهجرين ومراكز الإيواء المؤقتة للمنكوبين من الزلزال، تضررت فيها بشكل مباشر أكثر من 650 خيمة، كما أصيب طفل بجروح طفيفة، وانهارت محلات تجارية، إضافة لانقطاع عدد من الطرقات في المدن والبلدات.
وفي وقت سابق ضربت عاصفة هوائية مخيمات شمال غرب سوريا وتسبّبت في اقتلاع أكثر من ثلاثين خيمة سكنية في ست مخيمات منها خمسة تم إنشاؤها حديثاً لإيواء متضرّري الزلزال ضمن منطقة جسر الشغور، ممّا تسبّب ببقاء المئات من هذه العوائل في العراء والتي كانت قد التجأت إلى المساكن المؤقتة خوفاً من زلزال آخر قد يدّمر منازلهم.
وبحسب الدفاع المدني, فإن العاصفة الهوائية حينها قد تسببت بوفاة رجل وإصابة اثنين آخرين في مدينة إدلب وانهيار 4 جدران كانت متصدعة بالزلزال، وألحقت العاصفة ايضاً أضراراً في 10 مخيمات مجهزة حديثاً لإيواء منكوبين ناجين من الزلزال في ريف إدلب الغربي، حيث تضرر فيها أكثر من 96 خيمة اقتلعتها الرياح بشكل كامل، و 13 خيمة تضررت بشكل جزئي، وتضررت 10 خيام بشكل كلي في 3 مخيمات للمهجرين في ريف إدلب الغربي.