واقع التعليم في مخيمات الشمال السوري | صدى
آية الجبان
يُعتبر قطاع التعليم من أبرز القطاعات التي تُقاس عليها أوضاع المجتمعات ، و تمُثل معياراً منطقيا للتقدم و التطور ، كما يتمسك الأطفال السوريون بالتعليم أملاً بمستقبل أفضل رغم العيش في بلد مزقته الحرب ، يظل جيل ولد وترعرع في بيئة من الصراع، متمسكاً بالتعليم رغم الظروف الصعبة.
صعوبات التعليم لدى الأطفال في إدلب كثيرة ، إضافةً إلى معاناة النزوح التي أثرت على تعليمهم ، منذ بداية الثورة السورية الحل الأمني العنيف جداً تجاه المدنيين ، هو قطاع التعليم التي مورست بحقه أبشع أنواع التدمير الممنهج، و منذ كتب أطفال درعا على إحدى مدارسهم ” يسقط النظام ” أصبحت المدارس و طلابها هدفاً لكل أنواع الهمجية . وتحولت من مدارس إلى ملاجئ وخرائب.
372 مدرسة خرجت عن الخدمة خلال الحملة الأخيرة من قبل النظام السوري وحلفائه على
أرياف إدلب، كذلك تغص كثير من مدارس ريف إدلب الشمالي بالنازحين الذين تهجروا من
أرياف إدلب وحماة خلال الأشهر الأخيرة، كما أن أطفال النازحين يضافون إلى التلاميذ
من أبناء المنطقة، ما يؤدي إلى ازدحام الغرف الصفية .
تتفاقم معاناة الآلاف من الأطفال في مخيمات الشمالي السوري في فصل الشتاء مع شدة البرد والأمطار، وقلة الألبسة الشتوية ووسائل التدفئة، بالإضافة إلى انتشار الطين والأوحال التي تعطل الحركة داخل المخيمات
لا توجد بنية تحتية في المدرسة، ويضطر الطلاب إلى السير في الوحل للوصول إلى فصولهم الدراسية.
وكما تضيق المخيمات بعشرات آلاف النازحين، بينهم عدد كبير من الأطفال ممن هم في سن الدراسة ، وعليه عملية التعليم عن بُعد جلبت الفائدة في ظل جائحة ڤيروس كورونا و لسلامة صحة الأطفال ، لكن يوجد العديد من الصعوبات “انعدام الإنترنت لدى غالبية الطلاب ، إضافة إلى صعوبة شحن الجوالات ، وكما أنها ليست متوفرة عند الطالب ، ولذلك غالباً ما يستخدم الطالب هاتف والده أو والدته.
أيضاً تعاني الخيام المدرسية من غياب الدعم المادي، وتعدد المناهج التدريسية ، وقلة عدد المعلمين، وغياب الخبرات والكفاءات العلمية، حيث أكثر من ثلث عدد المعلمين لا يحملون إلا الشهادة الثانوية فقط ، حيث تضطر للاعتماد عليهم بسبب عدم دفعها لأجور كافية تتناسب مع ارتفاع تكاليف المعيشة في إدلب وريفها.
ويشكو المعلمين من انخفاض الراتب مما يضطرهم للبحث عن عمل آخر من أجل الحصول على لقمة العيش وعدم تفرغهم للمدرسة؛ في حين بقي المئات من المعلمين دون وظيفة بسبب عدم استعابهم ضمن البرنامج التعليمي.
كما أن أحد الطلاب يتكلم مع معلمه : بتنا نفضّل البحث عن عمل من أجل مساعدة أهلنا بدل الذهاب إلى المدرسة التي لم يعد فيها التزام بسبب تسرب الطلاب والمدرسين، وعدم وجود أعداد كافية من الكتب واللوازم المدرسية .
والمعلمون يفعلون مابوسعهم لتعليم أكبر عدد ممكن من الأطفال لأن هؤلاء الأطفال هم مستقبلنا، المؤسف أنهم يواصلون تعليمهم في ظل ظروف قاسية. لا تستطيع أسرهم فعل الكثير من أجلهم، لكنهم ما زالوا يواصلون تعليمهم بموارد محدودة للغاية.