الرجل الذي باع ظهره.. لاجئ سوري ينتقل بفيلم تونسي للمنافسة العالمية
أوصل شاب سوري فيلم “الرجل الذي باع ظهره” للمخرجة التونسية “كوثر بن هنية” إلى التنافس على جائزة الأوسكار حول أفضل فيلم أجنبي.
وتدور أحداث الفيلم حول كيفية تحول شاب سوري للعالمية بعد أن تبرع بظهره ليرسم عليه فنان ويعرض كلوحة فنية في المعارض العالمية.
ويلعب دور البطولة الممثل السوري”يحيى مهايني” حيث تبدأ القصة من دمشق، فهو يحب عبير التي تؤدي دور شخصيتها الممثلة الفرنسية “ديا ليان” وتكون زميلته في الدراسة المتحدرة من عائلة برجوازية، تحاول تزويجها من شخص يعمل في السفارة السورية في بلجيكا.
فيعرض الممثل الزواج على حبيبته داخل حافلة ركاب في دمشق، مشيرا لمناخ الثورة في أرجاء البلاد فيحتفل جميع الركاب بهما.
وتعتقل السلطات البطل بعد انتشار الفيديو الذي يصور احتفالهما، فيهرب من شباك غرفة الاستجواب، لتهربه أخته بسيارتها إلى لبنان، حيث تبدأ تغريبته.
وفي لبنان، تبدأ حبكة الفيلم الأساسية حيث يعمل الممثل في أعمال متفرقة ليعيل نفسه مع مجموعة من رفاقه اللاجئين، ويرافق أحد زملائه في الذهاب الى صالات العروض الفنية الضخمة في افتتاحات المناسبات الفنية للحصول على شراب وطعام مجاني. وفي واحدة من هذه الزيارات تصطاده المشرفة على القاعة، وهنا نرى جيفري غودفروي (الممثل البلجيكي كُون دو باو) ومساعدته الشقراء ثريا (الممثلة الإيطالية الشهيرة مونيكا بيلوتشي، وهو فنان غريب الأطوار ذو نظرة حادة بعيون حادة لامعة كحلت جفونها وبأظافر أصابع يد مصبوغة في استعارة واضحة لصورة الشيطان في الصفقة التي سوف يعرضها على البطل السوري التي ستنقل الممثل السوري إلى بلجيكا، مقابل بيعه جلد ظهره لنقش لوحة عليه، وجلوسه في المتاحف لعرضها على أن يحصل على ثلث أرباح المبيعات.
ويعرض الفيلم أحد الجوانب المهمة، وهي أن اللاجئ السوري لا يستطيع السفر لأي مكان ولكن عندما يتحول إلى سلعة أو بضاعة يتم عرضها يمكن أن يتنقل بحرية في هذا العالم.
وبعد تردد يوافق البطل على العرض؛ فيقوم الفنان بنقش لوحته بالوشم على ظهره، وهي صورة تأشيرة الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي “شينيغن” التي تطبع على جواز السفر، وينقله إلى بلجيكا ليعيش مُرفهّا في فندق فخم مقابل جلوسه عارضا ظهره ضمن لوحات معرضه.
وعلى الرغم من البحبوحة التي يعيش فيها، يكتشف سام أنه فقد حريته وتحول إلى مجرد سلعة.
بهذا الفيلم تعالج المخرجة الموضوع السوري الشائك بدخول عالم الهجرة الحاضر بشكل يومي، بوسائل الإعلام والعالم ولكن لا أحد يكترث سوى بالتحليلات،
ونجحت بإيصال فكرة أن السوريين باتوا مجرد صور للفرجة.
أدخل الفيلم تونس للمرة الأولى في القائمة القصيرة لدائرة التنافس على جائزة أفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار هذا العام.
وأشار النقاد والسينمائيون أن المخرجة نجحت في معالجة الأزمة السورية المعقدة، وتفكيك ملابساتها فنيا، وأيضا التذكير بموقعها ضمن أزمة مجتمعنا الإنساني المعاصر، الذي باتت الحروب والمآسي الإنسانية مادة للفرجة فيه، تنعكس في طوفان الصور والتمثيلات التي تُدوّرها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
ويظهر الفيلم حبيبة البطل تزوجت من الرجل الذي رسموه أهلها لها في بلجيكا، فيأخذ الزوج زوجته للتفرج عليه في المعرض لينتهي الأمر
بشجارهما وسجن الزوج بعد تسببه وهو في حالة غضب بإتلاف لوحة الفنان التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات، فيتدخل الممثل البطل لاحقا لإطلاق سراحه.
كما تدخل على الخط جماعات الدفاع عن حقوق اللاجئين السوريين التي تحاول تنبيه البطل إلى ما يتعرض له من استغلال من خلال الفنان والقائمين على المعرض والشركة التجارية .
المصدر : بلدي نيوز