متى تحصل سوريا على لقاح “كورونا”.. منظمات دولية تجيب
لا يزال العالم يترقب إعلانًا من منظمة الصحة العالمية عن اعتماد لقاح يختم آخر حلقات فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، الذي يواصل حصد أرواح عشرات آلاف البشر فضلًا عن عشرات ملايين الإصابات.
الواقع يبدو أسوأ في الدول الفقيرة ودول الصراع، كسوريا التي خسرت عشرات المراكز الطبية بفعل قصف النظام، فضلًا عن تدهور الوضع الاقتصادي وقلة المواد الطبية.
ومع إعلان شركتين أمريكيتين عن تطوير لقاحين فعالين ضد الفيروس مؤخرًا، يبرز التساؤل، ما ترتيب سوريا بين الدول التي ستحصل على اللقاح حين الإعلان عنه؟ وماذا عن العوائق اللوجستية التي قد تقف في وجه الحفاظ على اللقاح؟
سوريا “مؤجلة”
المدير الإقليمي لمكتب “الجمعية الطبية الأمريكية السورية” (سامز) في تركيا، الطبيب مازن كوارة، أوضح لعنب بلدي أن الحديث عن ترتيب سوريا في نيل اللقاح سابق لأوانه، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن ترتيبها سيكون متأخرًا.
التنافسية بين الدول العظمى والثرية في الحصول على اللقاح، وما يقابلها من فقر الدول النامية واعتمادها على الإعانات، تعد من أهم الأسباب التي قد تقف أمام الوصول السريع للقاح إلى سوريا، بحسب كوارة.
حجر عثرة
وأكد كوارة أن أهم المعوقات أمام توزيع اللقاح في سوريا هو التمويل لشرائه، لافتًا إلى أن تأخر اللقاح سيكون سلبيًا، في دولة تفتقر للطبابة تزامنًا مع انتشار المرض.
وفي رده على سؤال حول الإجراءات المتخذة من قبل المنظمات لبقاء اللقاح في درجات حرارة منخفضة (للحفاظ على فاعليته)، قال المدير الإقليمي، “في حال اعتماد اللقاح، بإمكاننا التغلب على غياب التقانة الطبية، إذ يمكننا إيصال والإفادة من اللقاح عبر سلاسل التبريد (لحفظ اللقاحات)”.
وكانت أكثر من 60 دولة ثرية شاركت في البرنامج الذي يهدف إلى “تسهيل حصول الدول الفقيرة على أي لقاح محتمل”.
وتنسق منظمة الصحة العالمية مع كل من “التحالف العالمي للقاحات والتحصين” و”تحالف ابتكارات التأهب الوبائي”، لوضع آلية لضمان توزيع عادل لأي لقاح محتمل بين الدول الفقيرة.
ومع ذلك، فإن آلية التوزيع هذه تواجه عوائق توفير التمويل اللازم لتأمين اللقاح لنحو 92 دولة نامية.
وأردف كوارة أنه وفق “الخطة الاستراتيجية العالمية” عند اعتماد اللقاح، سيتم تلقيح الكوادر الطبية، ثم كبار السن ثم أصحاب الأمراض المزمنة (الأكثر عرضة للوفاة).
“يونيسف”: سوريا أولوية
بدورها، قالت المديرة الإعلامية في المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في عمان، جولييت توما، لعنب بلدي، إن “سوريا أولوية في استراتيجية التوزيع (…) يجري العمل حاليًا على وضع خطة للتوزيع”.
وأضافت توما أن “يونيسف” ستعمل مع الشركاء من أجل وصول اللقاح إلى جميع أنحاء سوريا، لافتة إلى أنهم يعملون على اللوجستيات حاليًا لكي يكونوا مستعدين وقت تسلّم اللقاحات
ولم تذكر المديرة الإعلامية تفاصيل أدق عن استراتيجية التوزيع في البلاد، وحساسية وضع شمال غربي سوريا المكتظ بالمخيمات والبشر، وسط ضعف الطبابة، إلى حين إعداد التقرير.
ثلاثة لقاحات ضد “كورونا”
وكانت شركة الأدوية الأمريكية “مودرنا” (Moderna) أعلنت خلال تشرين الأول الحالي أن لقاحها التجريبي ضد فيروس “كورونا” أظهر فاعليته بنسبة 94.5%، بحسب نتائج مبكرة للاختبارات السريرية يشارك فيها نحو 30 ألف شخص.
وقال رئيس الشركة، ستيفان هوغ، “أعطانا هذا التحليل المؤقت الإيجابي لدراستنا من المرحلة الثالثة أول إثبات سريري بأن لقاحنا قادر على منع الإصابة بمرض (كوفيد- 19)، بما في ذلك المرض الشديد”، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وجاء ذلك بعد أسبوع من لقاح أول ضد فيروس “كورونا” أعلنته شركتا “فايزر” الأمريكية و”بيونتيك” الألمانية، وقالتا إن فاعليته تبلغ 90%.
كما أعلنت جامعة “أكسفورد” البريطانية تطوير لقاح بالتشارك مع شركة “أسترازينكا” (AstraZeneca)، للوقاية من فيروس “كورونا”، في 23 من تشرين الثاني الحالي، وقالت إن “البيانات الأولية تشير إلى أن نسبة الحماية تبلغ 70%، ويمكن أن ترتفع النسبة إلى 90% من خلال التعديل في الجرعة”، وفقًا لما نقله موقع “BBC” البريطاني.
المصدر : عنب بلدي