مدرسة “إرادتي” للأيتام …مزيج بين البساطة والإبداع في شمال سوريا .
نور زيدان
من بيت عتيق البناء ،بسيط المعالم، انطلقت مدرسة إرادتي للأيتام الواقعة في بلدة “أطمة” الحدودية منذ أكثر من شهرين، وبدأت في مهمتها الإنسانية والتي تتجلى بتقوية ومضاعفة مهارات الطلاب الأيتام وتنشيط قدراتهم الذهنية من أجل المتابعة السليمة للمرحلة الدراسية.
“إرادتي” هي عبارة عن بناء قديم متواضع، مؤلف من عدة أبنية صغيرة متفرقة ، إذ أنها كانت عبارة عن أماكن مخصصة للدواب قبل تحويلها لمدرسة لتعليم الأيتام والاهتمام بهم.
يقول الأستاذ “فادي نزهت” وهو المسؤول عن للمدرسة المذكورة :” لقد كان هذا البناء عبارة عن اسطبلات للأبقار والحيوانات، ثم بفضل الله تعالى قررنا تحويلها إلى مدرسة للأيتام”.
وأشار إلى أن “إرادتي” هي أشبه بمعهد تقوية من أن تكون مدرسة رسمية، وذلك أن الهدف منها هو تقوية نقاط الضعف وترميم النقص لدى الطلاب المعنيين الذين عانوا من الناحية التعليمية في ظل الحرب القائمة ، فمنهم من تخلف عن المدرسة بسبب النزوح أو عدم القدرة على تغطية تكاليف التعليم أو تدني مستوى التعليم بالعموم.
لوجستيات بدائية وقدرات بسيطة:
تعتمد المدرسة على أدوات تعليمية سهلة وعادية بعيداً عن التكلف والمبالغة، إلا أن الأساليب والطرق التي تتبعها معلمات المدرسة في إيصال المعلومات للطالب من خلال هذه الأدوات البدائية تتسم بالإبداع والمرونة، من خلال تحفيز الطالب على العمل والاجتهاد وحب العلم والمدرسة والمعلم، بالإضافة إلى كونها تشمل جميع نواحي الطالب النفسية.
كما تحتوي المدرسة على مزيج من التطور والبدائية ، حيث أنها تمتلك غرفة متواضعة فيها حواسيب لتعليم الطلاب على استخدام الكمبيوتر وبرامجه ، بالإضافة لغرفة رياضية فيها عدة أدوات رياضية بسيطة مما يجعلها مدرسة بسيطة وشاملة لنواحي، التعليم والترفيه والتقوية .
تقول مديرة المدرسة “أم عدنان” :” تضع كل معلمة خطة تعليمية وتحضرها على دفترها الخاص من خلال جدول منظم تدون فيه النقاط التي ستلقنها للتلميذ خلال شهر ” .
وأشارت إلى أن المدرسة تحتوي على ما يقارب ٨٠طالب، وهي مخصصة للطلاب الأيتام فقط من الصف الأول للصف الثامن.
قد لا يحتاج التميز للكثير من التكلف فيخرج الابداع من صلب المعاناة ، وأثبتت مدرسة “إرادتي” أن لكل من اسمه نصيب وكم من زهرة غرست جذورها في صلب الصخور