إدلب.. بلد المليون مبدع
ريم زيدان
بعيداً عن جمعيات الاختراع والبحث العلمي ، وعن أجواء التكنولوجيا الحديثة والكهرباء، بدون أدنى مقومات وأدوات الباحث والمخترع، يعيش شعب لا يعرف الاستسلام في إدلب ينادي بكل قوة إن غداً لناظره قريب.
يذكرنا مشهد الاختراعات المتلاحقة في بلد قل ما تواجدت فيه الحياة، بقطع من ليل مظلم يعقبها فجر جديد وأمل ينبعث من بين نار وحديد،
ويؤكد لنا أن الإبداع يولد من رحم المعاناة
نعم أنت في إدلب، بلد المليون مبدع..
كثير من الألم، كثير من الأمل ، كثير من الإبداع، وإن الناظر في شأن الشعب المحاصر في الشمال السوري يعلم كم تحدثت وسائل الإعلام عن إبداع الشاب السوري” باسم الإسماعيل” وهو أحد النازحين في الشمال السوري والذي صنع جهاز بدائي جدا يستخلص الغاز والنار والطاقة من الماء..
إنه جهاز التحليل الكهروكيميائي لجزيء الماء،
حيث استطاع اختراعه هذا أن يستخلص غاز الهيدروجين من الماء من ثم الحصول على شعلة نار متواصلة .
الجهاز يتألف من مواد أولية عبارة عن فلتر ماء ، وخزان مواد زراعية بالإضافة إلى بعض الدارات الصغيرة، قام بتركيبها في سعي منه للحصول على الطاقة البديلة.
ومن هنا أيضاً وعلى الرغم من صغر سنه، حاز الشاب السوري ” عبد الوهاب عميرة ” البالغ من العمر ١٧ عاماً على ١٤ اختراعاً وابتكاراً في مجالات مختلفة، بدءاً من اختراعه لطريقة التخلص من النفايات النووية في عمر الثالثة عشر، إلى ابتكار طريقة لتصنيع الغاز الطبيعي واستخراج المياه الجوفية بالطاقة الشمسية وصولا إلى أهم اختراعاته وأكثرها خطورة على حياته وهو اختراعه لمنظومة دفاع جوي هدفها حماية المدنيين من طائرات النظام السوري بالإضافة إلى اختراع روبوت قادر على سحب الجرحى من تحت الأنقاض.
ولا ننسى أيضا اختراع الشاب” محسن الأمين” الذي توصل إلى توليد الكهرباء من التراب والخل ، وذلك من خلال معدات بسيطة جدا عبارة عن أوعية بلاستيكية تحوي ترابا مبللا بالخل.
وغيرهم الكثير والحديث يطول عن معاناة لم تنته ، وإبداع لا ينتهي لشعب تزود كما اعتاد برغبة الحياة وبعزيمة الصبر ، و تفوق أبناءه اليوم في شتى المجالات وعلى مرارة الظروف، ماهو إلا نجاح قبل كل نجاح آخر.