مقالات

“يوتيوب” إدمان بسن مبكر ومَشاهد خطرة تهدد عقول الأطفال.

نور زيدان

تعتبر الأجهزة الذكية  جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ومن متاعنا الخاصة والمهمة للغاية؛ لا سيما برامج التواصل الاجتماعي و التي سهلت علينا عمليات وإجراءات يومية كثيرة تشمل جميع نواحي الحياة  بسلبياتها وإيجابياتها العلمية والترفيهية والفكرية والسياسية وكذلك الثقافية؛ حيث إن الإنترنت بشكل عام من شأنه أن يصلنا بالعالم بأسره من خلال شاشة الهاتف.
قد يبدو الأمر إيجابيًا إلى حدٍ ما ولكن ماذا إن كان المستخدم طفلًا ؟؟.. وما الحل وقد أصبحت الأجهزة الذكية ولعًا شديدًا بالنسبة لأطفالنا؟

تفشي يوتيوب بين الأطفال:

دخلت الأجهزة الذكية وتطبيقاتها إلى حياة الأطفال عن طريق الأهالي والبالغين بقصد أو بغير قصد، وغالبا ما تلجأ ربة المنزل إليه كمخدر  للأطفال (لإسكاتهم) حتى تستطيع إتمام واجباتها المنزلية دون عناء وشقاوة الأطفال، ولأن الجانب السلبي في عالم الإنترنت أكبر من جانبه الإيجابي وخاصة تطبيق “يوتيوب” الذي يشكل اهتمامًا وشغفًا عند جميع الأطفال، فلا بد من الحذر والخوف على عقول أطفالنا وعدم الاستهتار لأنه بذلك يهدد طفولتهم ومستقبلهم الفكري والعقائدي ذلك إذا لم يخضعوا للرقابة .
لو فتشت يومًا ودققت بمضمون مقاطع الفيديو المخصصة للأطفال و التي يشاهدها طفلك لساعات يوميًّا ،ستصدم بما ستجد فيها من مشاهد عنف ودماء وتصرفات لا أخلاقية  وعقوق للوالدين ومشاهد من الشرك وعبادة الأصنام والكثير من المشاهد المشابهة مدموجة مع موسيقى تشد مسامع الطفل وكذلك ألوان تجذب أنظاره وتستدعي تركيزه الشديد، مما يؤكد أن هذه المقاطع معدة للأطفال ومجهزة بشكل مدروس لا عشوائية فيه وإنها حرب عقلية موجهة مباشرة على الأطفال بطريقة ما.

تأثيرات غير متوقعة:

إن معظم محتوى الإنترنت هو محتوى غربي مما يعني اختلاف القيم التربوية  والأخلاقية، المخترعة والتي تدعو إلى الشذوذ، مما يتسبب بتغيرات كبيرة جدًا في سلوك الطفل وميوله وفي شخصيته، منها:
• حالة من العزلة والتوحد: وهو مرض يفتك بالطفل ويدمر علاقاته الاجتماعية .

•    ظاهرة العنف والتنمر المنتشرتين وبكثرة بين الأطفال والمراهقين.
• النسيان وضعف الذاكرة والتركيز.
• اضطرابات النوم والقلق بسبب المشاهد المرعبة التي شاهدها الطفل بالمقاطع المسمومة

انحراف الأطفال وميولهم للشذوذ وتغير قيمهم الأخلاقية.
• فقدان الطفل الشخصية الذاتية  وهو يحاول تقليد الشخصيات الخيالة.
هذا غير أن الجلوس لفترات طويلة على الإنترنت يؤثر على عيون وفقرات الطفل صحيًا وقد تؤدي إلى البدانة واضطرابات في القلب.

طرق وقائية :

لكي نقلب كفة الميزان لصالحنا لا يمكن أن نمنع الأطفال عن استخدام الهاتف ونحن نصب عينيه نقضي أغلب وقتنا على برامجه؛ ولأن كل ممنوع مرغوب وهذه قاعدة، فيترتب عليك اتباع نظام وتكتيك معين لا شدة فيه ولا رخاء -بين وبين- كما أن تبرم اتفاقًا بينك وبين طفلك بأن يكتفي بمشاهدة مقطعًا واحدًا يوميًا لا يتجاوز 60 دقيقة أبدًا، اسمح له في اليوم الأول أن يشاهد برنامجًا محددًا لا يُسمح له بمشاهدة غيره ويكون تعليميًا ؛وفي اليوم التالي أعط طفلك حرية  أن يشاهد أحد برامج الأطفال من مجموعة تكون أنت من حددها مطلعًا على محتواها.

•    عدم معالجة الموضوع بأسلوب قمعي أو حرمان .
• تحديد مدة زمنية للمشاهدة لا تتجاوز الساعة للأطفال بأعمار مبكرة .

• المراقبة والمتابعة وتقييد محتوى المتابعة وذلك من خلال إعدادات البرنامج.

• التوضيح والبيان والتبرير المناسب للطفل في حال اكتسب أي تصرفٍ خاطئ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى