“عدي” طفل فاقد البصر ويعاني ضموراً دماغياً وترقق عظام في ريف إدلب
تداول ناشطون منذ أيام صورة لأب مع أطفاله أمام خيمة صغيرة متهالكة إلى جانب مدفأة غير مستخدمة ومستلزماتها، فيما بدا طفل هزيل البنية فاقد البصر مستلقياً إلى جانبهم.
وأثارت هذه الصورة حفيظة الناشطين واستياءهم لأن من صورها ونشرها لم يقم بتمويه وجوه الأطفال عند تسليمهم المساعدة، وتواصلت “زمان الوصل” مع والد الأطفال “وائل حمود” وهو نازح من ريف “سراقب” ويسكن في مخيم “العودة” بمنطقة “قاح” في ريف إدلب الشمالي ولديه ثلاثة أطفال ومنهم طفله البكر عدي-سنتان ونصف- الذي ولد مصاباً بثلاثة أمراض كما يقول لـ”زمان الوصل” ومنها فقدان البصر والضمور الدماغي وترقق العظام.
وأشار إلى أن أهم ما يحتاجه طفله هو علاج الضمور العقلي وتركيب قرنيات لاستعادة بصره حيث تكلف كل قرنية حوالي 3200 دولار، حسب ما أكد الأطباء.
وأشار تقرير طبي صادر عن الطبيب “جهاد شريف الرحال” اطلعت عليه “زمان الوصل” إلى أن الطفل “عدي” يعاني من اعتلال قرنية خلقي ثنائي الجانب وهو بحاجة إلى زرع قرنية للعين اليمنى ثم اليسرى وقيمة زرع القرنية للعين الواحدة 3000 ومائتي دولار، وهذا ما أكده أيضاً طبيب العيون “أحمد أيمن جمالو” من “بنش”، كما تم عرض الطفل “عدي” على أخصائي الأمراض العصبية د. ابراهيم الأسعد في “سراقب” فأكد إصابته بضمور دماغي ويُعتبر الضمور الدماغي –حسب توصيف الأطباء- من أكثر الإعاقات شيوعاً لدى الأطفال، وهو ما يُسمّى بـ”مرض الشلل الدماغي” الّذي يُسبّب تلفاً في خلايا المخ في أولى مراحل نمو الطفل، ويؤدّي إلى ضمور في المخ من حيث القصور والحجم والأداء الوظيفي، وبالتالي فإنّه يؤدي للعجز الوظيفي لأعضاء الجسم.
وكشف محدثنا أن الأطباء في ريف إدلب أكدوا له أن عملية القرنيات يمكن إجراؤها في مدينة “الدانا”، ولكنها مكلفة جداً واقترحوا عليه نقله إلى تركيا أما مرض الضمور الدماغي فلم يُقرر شيئا بشأنه نظرا لصغر سن الطفل لذلك يكتفي بإعطائه الأدوية الآن.
وكشف محدثنا أنه تواصل مع منظمات إنسانية كثيرة لمساعدة طفله وإجراء العمليات المطلوبة له، وبعض هذه المنظمات اعتذروا بذريعة أن المبلغ المطلوب للعمليات كبير وليس بمقدورهم مدّعين أن العمليات التي يغطونها لا تتجاوز 300 إلى 400 دولار، وليس لدى عائلة عدي القدرة على علاجه مع العلم أن والده يعمل في الشتاء كمياوم في قطاف الزيتون طوال النهار مقابل 2000 ليرة سورية أو ما يعادل 6 ليرات تركية، وهي لا تكاد تكفي ثمن ربطتي خبز.
ويعاني قاطنو مخيم “العودة” في “قاح” كغيره من مخيمات الشريط الحدودي مع تركيا من حالة مأساوية، وبخاصة في فصل الشتاء مع ما يحمله من برد قارس وسيول جارفة، في ظل انعدام شبه تام للمساعدات الإنسانية من قبل المنظمات الإنسانية.
المصدر : زمان الوصل