بمشهد ممزوج بالفقد والألم … عشرات العائلات تتعرف على أبنائها المعتقلين عبر صور “قيصر”
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام القليلة الماضية، بمئات الصور لضحايا التعذيب التي سربها “قيصر”، في حين تمكنت مئات العائلات من التعرف على صور أبنائهم المختفين في سجون النظام، بمشهد مؤلم وقاس، ممزوج بعبرات الفقد والألم.
واستطاعت عشرات العائلات التعرف على صور أبنائها المعتقلين في سجون النظام قبل عام 2013، تاريخ انشقاق “قيصر”، وتداولت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الصور لشهداء تم التعرف عليهم من قبل ذويهم.
ولاقى انتشار الصور يوم أمس، رغم أنها ليست المرة الأولى التي تنشر فيها، ردود فعل متباينة، نظراً لبشاعة وفظاعة المشاهد التي تجسدها تلك الصور، لأصناف التعذيب التي مورست ولاتزال على المعتقلين في سجون الأسد، بين من رأى في نشرها جرح لمشاعر ذويهم، ومن أيد واعتبرها وسيلة للتعرف على المفقودين.
وأصدرت “رابطة عائلات قيصر” توضيحاً على صفحتها الرسمية على فيسبوك، وأكدت فيه أنه لا يوجد أي تسريب جديد لأي صور جديدة وهذه الصور كلها تعود لمعتقلين قضوا تحت التعذيب قبل آب 2013 .
وقالت الرابطة إنه في العام 2013 وتحديداً في شهر آب انشق قيصر عن النظام السوري، وهو مصور مكلف من قبل النظام السوري بتوثيق حالات الوفاة التي تحدث في معتقلات النظام، ووثق قبل انشقاقه 55 الف صورة ل11الف شخص داخل معتقلات النظام في دمشق وريفها من بينها 26948 الف صورة ل 6627 معتقل سياسي.
ولفتت إلى أنه في عام 2015 قامت الجمعية السورية للمفقودين ومعتقلي الرأي بنشر حوالي 6000 صورة من ملف قيصر الذي اصطحبه معه عند خروجه من سوريا، وعاودت الجمعية في كانون الثاني عام 2020 نشر صور أخرى غير التي تم نشرها من قبل لكن تاريخ وفاة كل من فيها كان قبل تاريخ انشقاق قيصرفي 2013.
وأوضحت أن الصور التي نُشرت بداية العام كانت صوراً قاسية جداً ومن الصعب على العائلات التعرف على ذويهم نظراً لعمليات التعذيب الوحشية التي تعرض لها المعتقل قبل استشهاده، وقبل عدة أيام عرض موقع “زمان الوصل” 2056 صورة بطريقة عشوائية فاختلط الأمر على أهالي الضحايا وظنوا أن صوراً جديدة قد ظهرت.
وفي وقت سابق بالأمس، عبر “فضل عبد الغني” مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عن رفضه نشر صور “قيصر” الخاصة بضحايا التعذيب في سجون النظام السوري على صفحات منصات التواصل الاجتماعي بشكل عشوائي ودون إذن الأهالي.
وشدد مدير الشبكة السورية على أن نشر بعض الصور يكون بطريقة مدروسة، لإيصال فكرة أو رسالة معينة ويكفي، وتكون صور لأجسام بعيدة وليست صور لوجوه قريبة وصادمة، والأهم التواصل مع الأهل وأخذ موافقتهم.
وكانت قالت “نور الخطيب” مديرة قسم المعتقلين في الشبكة السورية لحقوق الإنسان، معلقة على نشر الصور بشكل كبير عبر مواقع التواصل: “الفئة من الصور المتعلقة بالمعتقلين يبلغ عددها 28707 صورة، تخص ما لا يقل عن 6786 جثة لكل منها أرقام تعريف خاصة بها، وفقا لتواريخ الملفات التي حملها قيصر ، التقطت هذه الصور بين مايو/أيار 2011 وأغسطس/آب 2013، الشهر الذي انشق فيه قيصر، وبالتالي أي شخص اعتقل بعد هذا التاريخ لا توجد صورة له بين الضحايا”.
ولفتت إلى أن نشر الصور بهذا الطريقة يتضمن العديد من الانتهاكات من أبرزها انتهاك خصوصية الضحايا، صدمة مفاجئة للأهالي، عدا عن وجود العديد من الأهالي لا ترغب بتداول صور أبنائها على هذا النحو. ولو كان القصد والغاية التعرف عليهم خاصة أن الصور متاحة للجميع في عدة مواقع مخصصة، وهذا يتيح للأهل والأصدقاء التأكد من أن صورة الضحية تعود لذات المعتقل وتقلل من الوقوع في خطأ التشابه.
وخلال اليومين الماضيين، نشرت روابط لصور ضحايا التعذيب في سجون النظام السوري من الصور التي سربها “قيصر”، كثير منها نشرت سابقاً وعاد نشرها من قبل جهات وأطراف عديدة، وهذا ماشكل صدمة لدى الكثير من الأهالي ممكن لهم معتقلين في سجون النظام وبدئوا البحث بين الصور عن جثة قد يصدفوها لمفقوديهم، رغم أن الصور تشمل فقط جزء من المفقودين قبل 2013 إي تاريخ انشقاق قيصر.
المصدر : شبكة شام S.N.N