استعدادات العام الدراسي في جامعات الشمال السوري
مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، تستعد جامعات الشمال السوري لاستقبال آلاف الطلاب من مختلف التخصصات والكليات. وفقًا لوزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، وصل عدد الطلاب المقبلين على المرحلة الأكاديمية هذا العام إلى 10,989 طالبًا وطالبة، ما يعكس استمرار الإقبال الكبير على التعليم الجامعي في هذه المنطقة.
تشمل مناطق الشمال السوري ما يقارب 20 جامعة بين خاصة وعامة، وقد أسهمت هذه المؤسسات الأكاديمية في تعزيز مستوى التعليم لدى السكان، وتوفير فرص تعليمية للطلاب الراغبين في متابعة دراساتهم العليا رغم الظروف الصعبة. تأسست هذه الجامعات منذ حوالي تسع سنوات، وتضم تخصصات متنوعة، من بينها الطب، الهندسة، الاقتصاد، وغيرها من المجالات التي تلبي احتياجات السوق المحلي وتساهم في تطوير المجتمع.
تلعب هذه الجامعات دورًا محوريًا في تحسين الوضع التعليمي في الشمال السوري، حيث تساهم في تأهيل الكوادر العلمية والمهنية التي يحتاجها المجتمع. كما أنها تستقطب آلاف الطلاب سنويًا، ما يعكس دورها الحيوي في دعم استقرار المنطقة وتعزيز التنمية المستدامة.
وتسعى إدارات الجامعات إلى تهيئة الظروف المثلى لبدء العام الدراسي الجديد، من خلال تجهيز المرافق الدراسية وتوفير الأدوات اللازمة للعملية التعليمية. كما يتم العمل على تعزيز التعاون مع الجهات المحلية والدولية لتطوير المناهج الأكاديمية وضمان جودة التعليم المقدم.
لا تقتصر الاستعدادات على الجامعات فقط، بل تشمل أيضًا الطلاب الذين يتهيؤون للعودة إلى مقاعد الدراسة بحماس وتطلعات كبيرة. في لقاء مع بعض الطلاب، تحدثوا عن تحضيراتهم وطموحاتهم للعام الدراسي القادم.
عارف وتد، طالب في كلية الإعلام والاتصال، يقول: أنصح الطلاب المتقدمين إلى التسجيل في جامعات الشمال السوري، إلى البحث واختيار فروع العلوم التطبيقية واللغات خاصة الإنجليزية، لأنها تلبي احتياج المجتمع المحلي وتتيح في المستقبل فرص عمل جديدة، وحلول للتحديات التي تواجه المجتمع.
محمد الأحمد، طالب في كلية الطب البشري، عبّر عن شغفه بالعودة إلى الدراسة قائلاً: “أنا متحمس جدًا للبدء في السنة الرابعة، خاصةً مع زيادة الفرص التطبيقية هذا العام. التحضير للدروس والسعي للاستفادة القصوى من الوقت هو ما أركز عليه الآن، وآمل أن أتمكن من تقديم مساهمة فعلية في القطاع الصحي بالمستقبل.”
أما راما ابراهيم، طالبة في كلية الإعلام، فأكدت أهمية تنظيم الوقت مع بدء العام الدراسي. تقول: “أشعر بالكثير من المسؤولية هذه السنة، خصوصًا مع التحديات التي تنتظرنا في المشاريع العملية. أقوم حاليًا بمراجعة بعض المواد الأساسية وتجهيز نفسي لمواجهة هذه التحديات بإصرار انتظر دوام الجامعة بفارغ الصبر وبشغف ونشاط بعد عطلة الصيف، من الآن أرتب أوقاتي وأنظمها وأضع خطة لهذا العام لتنظيم وقتي بين حياتي الجامعية وحياتي الاجتماعية، أيضاً لا بد من الاستعدادات المادية لأقساط الجامعة ومستلزمات الجامعة وأجور الطرقات والبحث عن عمل لإتمام واجباتي وهذا لا يؤثر ولا يضعف شغفي وحبي لجامعتي، بل يضيف المتعة إلى أيامي لأصبح أقوى وأفضل”.
من جهته، ينصح أحمد رحال، خريج كلية الإعلام والاتصال -جامعة حلب في المناطق المحررة، أن العام الدراسي يمثل له فرصة للتطور الشخصي والمهني. يقول: “المرحلة الجامعية هي آخر مراحل الدراسة التي يخوضها الفرد في معركة الحياة، وهي مرحلة ممتعة، يستطيع الفرد من خلالها تكوين صداقات جديدة من بيئات مختلفة.
نصيحتي للمقبلين على هذه المرحلة، هي ضرورة أن يكون الطالب اجتماعي، ويظفر بأكبر قدر من صداقات الزملاء، ويسعى دائما معهم للعمل الجماعي، ففيه من الخير الكثير، بالإضافة لأنه يُسهّل عليه صعوبات هذه المرحلة، كما أنّ متابعة الطالب لمحاضراته أول بأول، تقلل من التراكمات عليه في نهاية عام، مع أهمية الالتزام بحضور الجلسات العملية، وعلى اعتبار نحن في حالة حرب مستمرة وعدم استقرار، من الجيد أن يضع الطالب في ذهنه بأنه سينجح في كل سنة أو يترفّع للسنة التي تليها بأقل قدر من المواد المحمّلة، حتى لا تعيق استمرار نجاحه فيما بعد، يجب على الطالب أن لا يرسب بأي سنة، لأن الرسوب هو تأخير له عما ينتظره في المستقبل القريب من زواج وعمل.
وأخيرًا، من يستطيع تأمين عمل لا يتضارب مع دراسته الجامعية، فهذه خطوة جيدة جدا، ومن لا يستطيع عليه ألا يُفوّت أوقات فراغه، بل يستثمرها بدورات وتدريبات إضافية ولا سيما فيما يتعلق بإتقان اللغة الإنكليزية والتكنلوجيا، وبالتوفيق لجميع الطلاب.”.
في الختام، تعكس الاستعدادات المكثفة من قِبل الجامعات والطلاب في الشمال السوري الرغبة القوية في مواصلة التعليم وتحقيق الطموحات رغم الظروف الصعبة. يجسد هذا التفاني والتصميم بارقة أمل لمستقبل أكثر إشراقًا، حيث يسهم التعليم في بناء جيل واعٍ ومؤهل قادر على مواجهة التحديات والمشاركة الفعّالة في تنمية المجتمع. مع تضافر جهود الجميع، يبقى الأمل قائماً في تحقيق تطلعات الشباب وبناء مستقبل أفضل للمنطقة.