أكثر من 95 % من الفلسطينيين في سوريا فقدوا أبسط مقومات حياتهم
أكدت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، أن أزمات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تفاقمت خلال عام 2023 وأثرت بشكلٍ كبير على الوضع الإنساني والاقتصادي والمعيشي وأحدثت تغيرات كبيرة في بينة المجتمع الفلسطيني.
وقالت المجموعة في تقريرها التوثيقي بعنوان “المشهد العام لفلسطينيي سوريا خلال 2023″، إن أوضاع فلسطينيي سوريا باتت كل سنة تختلف عن سابقاتها، وتزداد سوءاً عما قبلها داخل سوريا وخارجها، لافتة إلى أن الفقر المدقع بات ينتشر بشكل كبير في أوساط فلسطينيي سوريا، مما جعلهم يعتمدون على المساعدات المقدمة من الأونروا، والآلاف منهم يعانون النزوح عن منازلهم، ويعيش المئات منهم في خيام بالية، علاوة على الاضطراب القانوني بالتعامل معهم في عدد من الدول وحرمانهم من حقوق اللاجئين واعتبارهم سائحين.
وبينت أن أكثر من 95 % من الفلسطينيين في سوريا فقدوا أبسط مقومات حياتهم في ظل ارتفاع الأسعار وانعدام مواردهم المالية، وباتوا يكافحون من أجل لقمة عيشهم وتحصيل وجبة طعام واحدة في اليوم، فيما أجبر هم ارتفاع أسعار مواد التدفئة على استخدام الأحذية البالية والملابس والنفايات البلاستيكية بديلاً عن وسائل التدفئة المعتادة لتأمين بعض الدفء لأطفالهم رغم خطورتها الكبيرة على صحتهم.
وأضافت أن المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سوريا، شهدت عام 2023 إقبالاً كبيراً بين اللاجئين الفلسطينيين على بيع عقاراتهم وممتلكاتهم وأثاث منازلهم وأغراضهم الشخصية للحصول على تكاليف الخروج من سوريا نحو دول الاتحاد الأوروبي، أو سعياً لتلبية احتياجاتهم الأساسية وتأمين كسرة خبز لهم.
وعن الأمراض الاجتماعية، ومع انتشار حالة الإحباط والقهر في المجتمع داخل سوريا؛ طفت على السطح أمراض اجتماعية تعصف بالشباب والأطفال جراء الفقر وضعف الوازع الديني والمشاكل الأسرية المرافقة لها.
وذكرت مجموعة العمل أن شبكة مراسليها في سوريا وثقوا خلال العام 2023، العديد من السلوكيات السيئة والسلبية في المخيمات الفلسطينية بين اللاجئين الفلسطينيين كونهم جزءاً من نسيج المجتمع السوري كالسرقات والنصب والاحتيال، ومحاولات الخطف طلباً للمال وإدمان المخدرات والأدوية والعقاقير التي تضيّع العقل، والتسرب من المدرسة، علاوة على الانتساب إلى مجموعات موالية للأجهزة الأمنية السورية طلباً للمال ولحماية أنفسهم.
أما في شمال سوريا، واجه آلاف النازحين الفلسطينيين أوضاعاً مأساوية بعد تهجيرهم من مناطق دمشق وريفها، ويعيش غالبيتهم في خيام بالية ويقتاتون على المساعدات المقدمة من المؤسسات الإغاثية، ويعانون صعوبات في تأمين الماء.
وأوضحت مجموعة العمل في تقريرها التوثيقي أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” تحرم (1500) عائلة فلسطينية مهجرة شمال سوريا من خدماتها ومساعداتها الإنسانية، بحجة أن مناطقهم شمال سوريا تقع خارج سلطة الحكومة السورية وليس لديها مكاتب عمل هناك، كما تتنصل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية من مسؤولياتها تجاههم مما يفقدهم الرعاية القانونية والإنسانية.
وأشار إلى أن هناك 438,000 لاجئ فلسطيني لا يزالون داخل سوريا، وما يزيد على 60% منهم شردوا أكثر من مرة منذ اندلاع الصراع وثلثهم دمرت منازلهم أو أصابها اضرار.
المصدر: زمان الوصل