يحدث في إدلب .. افعل ما تشاء والفاعل جنّي!
ما يزال الطفل الرضيع “أسامة” يتعرّض للضرب والتعذيب على يد من أنجبته إلى هذه الحياة التي لم يرَ منها النور بعد في ريف محافظة إدلب شمالي سوريا.
المشاهد التي تداولها ناشطون في الرابع من الشهر الجاري، على مواقع التواصل الاجتماعي حول تعذيب الطفل “أسامة” ذو العام وأربعة أشهر، مستمرة ويُعاني منها الطفل.
وذلك بعد عجز السلطات المحليَّة عن إنقاذه بحجة أنَّ والدته المدعوة “هزار عبد الرزاق”، “يمسّها جنّي” وهو من يضربه كونه مسيطر عليها ولا تستطيع مقاومة الجنّي.
هذه الحجة الزائفة كانت سبب إخلاء سبيل والد الطفل المدعو “محمد علي أبو علي” ووالدته “هزار”، بعد ساعة فقط من احتجازهما في مخفر بلدة أطمة شمال إدلب، حيث تم اعتقالهما على خلفية نشر التسجيلات.
وفي هذا الصدد، قال مشرف مبادرة “معاً نستطيع”، فريد ياغي، في تصريح خاص لشبكة “آرام”: إنّهم “عندما حصلوا على التسجيلين المصوَّرين من أصل عشرات التسجيلات، لتعذيب الطفل حاولوا تسليط الضوء على معاناته عبر نشرهما في مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأضاف أنَّ عدداً كبيراً من المتابعين تفاعلوا مع قصة الطفل، وكثير منهم عرضوا أن يتولوا أمر رعاية الطفل بعيداً عن هذه الأم “المجرمة”.
وأردف “ياغي” أنّهم في المبادرة، عرضوا على والد أسامة الذي يعمل في معمل بلوك بأطمة مبلغاً مالياً شهرياً مقابل أن يسمح لهم بأخذ الطفل وإعطائه لعائلة مناسبة تقوم بتربيته وتنهي مأساته، لكن الأب تردّد، ولم يوافق في نهاية المطاف.
وحول أسباب ما تفعله أم أسامة برضيعها، أوضح أنَّها “تكون الزوجة الثانية وكلما تتشاحن مع زوجها يقوم الأخير بحظرها من برامج التواصل الاجتماعي، ويذهب لزوجته الأولى فيهملها لمدة أسبوع على أقل تقدير”.
وتابع “هنا من شدة غيرتها تنتقم من طفله الرضيع عبر ضربه وتصويره يتعذّب، ثم إرسال التسجيلات لحماتها بهدف الاستفزاز كي تقوم بدورها لإرسالها للأب الذي لا يهتم بمصير ابنه ويواصل حياته بشكل طبيعي إذ أنجب من أم أسامة التي يدّعي أنها مسحورة أو مسها جنّ طفلاً ثانياً عمره حالياً أربعة أشهر”.
وتوقع “ياغي” أنَّه بالتأكيد سيكون الطفل الثاني له نفس مصير أخيه أسامة في التعذيب، إن “لم نضع حداً لهذه الجريمة”، فالطفل لم يأخذ حقه، والجناة لم يحاسبوا بعد.
من جانبه، تحدّث د. حسام الدين الحزوري، لـ”آرام” عن مشاركته في نشر تسجيلات الطفل أسامة على حسابه الشخصي في فيسبوك، وعرض فيها أن يتولى رعاية الطفل شخصياً.
ولفت إلى أنَّ منشوره شاركه 700 متابع له على الفيسبوك في دول العالم، كما وردته أكثر من 40 رسالة على برنامج ماسنجر منهم من الأردن ومصر والسعودية، وجميعهم عرضوا تبنّي الطفل، ومنهم من كتب: “أربيه مثل أولادي، أضعه في عيوني فليس لدي أولاد”.
وبيَّن “الحزوري” وهو أكاديمي بجامعة “أم القرى” السعودية، أنَّ إدارة الفيسبوك حذفت المنشور وحظرته لمدة 17 يوماً، متذرعة بأنه “محتوي جنسي”، مشيراً إلى أنَّ جميع من نشر تسجيلات الطفل تعرّض لحذف المنشور والحظر.
يشار إلى أنَّ “معاً نستطيع” هي مبادرة فردية بدأ بها فريد ياغي، ومن ثم توسَّعت مع عدد من أصدقائه أبرزهم الفنان فارس الحلو والناشط أكاد الجبل.
وتقوم هذه المبادرة على مساعدة عوائل محتاجة في الداخل السوري عبر كفالة شهرية قيمتها 100 يورو، وذلك عبر تقسيم المبادرين بالحملة إلى عشرة أشخاص في كل مجموعة، كل منهم يدفع مبلغ عشرة يورو في الشهر.
يذكر أنَّ تسجيلات الطفل في بداية نشرها قيل أنه مخطوف ثم قيل أن التي تُعذّبه زوجة أبيه، ليتبيّن أنّها أمه، وهي لم تنكر فعلتها “الشنيعة” التي بررتها بمرض نفسي ومسّ سحري-وهذا الأمر نفاه مقربون من العائلة- فالحادثة ليست جديدة بل منذ أكثر من شهرين.
وتتكرر حالات العنف بين الحين والآخر، ومنها، انتحار امرأة بتناول كمية سم في منطقة أطمة بسبب التعنيف من زوجها، ووقعت جريمتا قتل في إدلب وكان الجناة في الجريمة الأولى “الأب” والجريمة الثانية “الزوجة”.
المصدر : ارام سوريا