هل المرأة أقدر على التعلم والتعليم من الرجل ؟
ريم زيدان
هناك حقيقة تؤكد أن المرأة يوماً بعد يوم تثبت فاعلية متزايدة في المجتمعات على جميع الأصعدة، العلمية منها والعملية وبهذا فقد شارفت بعض المجتمعات المتقدمة على تحقيق التكافؤ بين الرجل والمرأة في سياق العمل والعلم والتعليم بنسب متقاربة، وفي بعض الأحيان رجحت كفة النساء على الرجال ويمكننا القول أن فجوة الاختلاف في هذه الأصعدة أخذت بالإنخفاض،
وهناك تساؤلات عديدة لايسعنا أن نحيط بها بدقة
نظراً لتعقيد هذا الأمر.
إحصائيات وأرقام:
قد تساعدنا بعض التحليلات في الوصول إلى إجابة قريبة للإقناع، فقد بلغت نسبة الطلاب الجامعيين الذكور 43% مقابل 57% من الإناث في عام 2005 في الولايات المتحدة،وفي الفترة بين عامي 2005 و 2006، حازت المرأة على درجات زمالة وبكالوريوس وماجستير أكثر من الرجل، وقد كان من نصيبها 48.9% من درجات الدكتوراه و 49.8% من شهادات المحترفين الأوائل، فيما تشكل النساء ما نسبته 15% من نسبة المقبولين في الجامعات في المملكة المتحدة، و 60% في إيران، وتقدر الفجوة بين الجنسين في نسبة المقبولين في الجامعات في كندا 15%.
أبحاث علمية:
وجد الباحثون أن أدمغة النساء تميل لامتلاك قشرة مخّية أكثر سماكة من الرجال، ما يعني ارتباطا بالقدرات الإدراكية ومعدل الذكاء العام، بينما تميل أدمغة الرجال أن تمتلك مناطق تحت قشرية أكثر سمكا، كمنطقة قرن آمون (التي تلعب دورا كبيرا في الذاكرة والإدراك المكاني) واللوزة الدماغية (التي تلعب دورا في عمليات المشاعر، صنع القرار، الذاكرة) ومنطقة المِهاد (المسؤولة عن معالجة ونقل المعلومات الحسية إلى أجزاء أخرى من الدماغ)
وعلى هذا فلا توجد إلى اليوم إحصائية واحدة تؤكد أن أحد الجنسين لديه نسبة راجحة تامة على الجنس الآخر، ومن المجحف أن نحكم بناء على إحصائيات محصورة في بلدان، وإن كانت ضخمة،
ومن الإنصاف أن نقول أن هذه الأرقام لا تعني أن هذا الفرق يشير إلى اختلاف جذري
بين النساء والرجال، ولطالما كانت قضية الإختلاف هذه معقدة ومحط أنظار الباحثين، ودائما سنجد لكل قاعدة شواذ، ولكن علينا ألا ننسى العوامل الإجتماعية والثقافية التي تلعب الدور الأكبر في هذا المضمار.