هل أصبحت مهنة التعليم في إدلب محنة في اليوم العالمي للمعلم؟ .. بقلم : فراس جمعة
اليوم سيكون المقال مختلفا في الترتيب، فبدلا من الصياغة المنطقية والمنهجية للمقالات والتكلم عن المقدمة والمحتويات والخاتمة، سأبدأ من الخاتمة
بتسليط الضوء الذي لا يخفى على أحد وكيف يعمل الجميع على إخماده، على ذلك الحي الميت الشهيد المجهول، الذي بموته يتغنى الجميع به وبإنجازاته ودوره وأهميته في بناء لبنات المجتمع بكل أطيافه، أما وهو على قيد الحياة، يتهرب الجميع منه، وتناسوا بأنه يبني جيلاً ويخرج قادة ويصنعُ أمة .
في الحقيقة إن المعلمين في شمال غرب سوريا في مدينة إدلب وريف حلب بالتحديد لا يحتاجون إلى إقامة احتفالات بهذا اليوم ولا تقديم الهدايا والزهور وأنواع الحلوى والعبارات المنمقة والكلمات المصفوفة والشعارات الرنانة، هم بحاجة إلى مرة واحدة في السنة لنتذكر بأنهم يعملون وبشكل تطوعي بلا راتب ، بلا أدنى مقومات الحياة , مكرسين حياتهم لهذه المهنة النبيلة والمباركة التي قال فيها رسولنا الكريم – ((إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ)) يعملون ويقدمون وصوت طلبات الزوجة في آذانهم يلزمنا ويلزمنا وصرخات الأطفال أنا بحاجة إلى وإلى ..
غياب الدعم عن ما يقارب 6000 معلم يشكل كارثة إنسانية نتيجتها هدم قطاع التعليم وتفشي الجهل والأمية في ظل الحروب وانتشار الامراض
متى يحتفل بهذا اليوم؟
يوم المعلم هو اليوم الذي قرّرتهُ مُنظّمة العمل الدّوليّة، ومُنظّمة اليونيسكو في عام 1994م للاحتفال بالمُعلّم؛ نظرا لدوره الكبير الذي يقوم به في المنظومة التّعليميّة، والتّربويّة في المُؤسسات التّعليميّة، فقرّرت أن يكون في اليوم الخامس من أكتوبر/تشرين الأول من كُلّ عام، وسُمِّي بيوم المعلِّم العالميّ. وكان السّبب في اختيار هذا اليوم تحديداً؛ لمُصادفته اليوم الذي تمّ فيه التّوقيع على التّوصيّة المُشتركة المُتعلّقة بأمور المُعلِّمين، وذلك في عام 1966م , فهناك أكثر من 100 دولة حول العالم تحتفل بهذا اليوم إما عن طريق إقامة الحفلات الصغيرة ضمن الدوام الرسمي لهذا اليوم , وفي بعضها الآخر يتخذون من هذا اليوم عطلة رسمية لقطاع التعليم .
ماذا جاء في القرآن الكريم عن أهمية العلم والمعلم:
أ. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}.
ب. قال تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
ج. قال تعالى: {وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِىٓ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ}
ماذا جاء في الحديث الشريف عن أهمية العلم والمعلم:
قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا ، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ”