من بينها سوريا.. بريطانيا تتعهد بدعم تعليم الأطفال في مناطق النزاعات
أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن المملكة المتحدة تعتزم دعم تعليم الأطفال في مناطق النزاعات في العالم، مثل سوريا، بمبلغ 15.8 مليون جنيه إسترليني (نحو 21 مليون دولار)، والعثور على أفضل السبل لتوفير التعليم لأطفال العالم الأكثر حاجة للمساعدة.
وذكر بيان صادر عن الخارجية البريطانية، أول أمس الإثنين، أن هذا المشروع سيركز على سوريا والأردن ولبنان وشمال نيجيريا، وجنوب السودان، وميانمار، مشيراً إلى أن جميع هذه المناطق متضررة من الصراع، وفيها حالياً نحو 3 ملايين من الأطفال اللاجئين أو النازحين.
وأشار البيان إلى أن “الأطفال الذين تأثرت حياتهم بسبب الحروب أو الاضطرابات السياسية أو الكوارث الطبيعية، عادة ما يواجهون عرقلة شديدة في تعلمهم، وذلك له تبعات تؤثر عليهم طوال حياتهم، وهذه التبعات أكثر شدة في مرحلة التعليم الابتدائي ودون الثانوي، والتي يتعلم خلالها الأطفال المهارات الحيوية في القراءة والكتابة”.
وأكد أن “الفتيات هن الأكثر تضرراً، حتى قبل جائحة كورونا، فنصف الفتيات فقط كنّ يذهبن إلى المدارس، واحتمال انقطاعهن في مناطق الصراع عن الدراسة يبلغ 2.5 ضعفاً، والآن، وبسبب أثر الجائحة، يوجد احتمال بانقطاع 20 مليون فتاة عن التعليم نهائياً في السنة المقبلة، وذلك يتركهم عرضة لخطر زواج الأطفال، والعنف الجنسي، وتهريب الأطفال، والانتهاك الجنسي”.
وأوضح البيان أن الإعلان عن هذه المنحة يأتي عشية انعقاد القمة العالمية للتعليم، والتي يستضيفها رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في لندن في أواخر شهر تموز الجاري.
ومن المتوقع أن تجمع هذه القمة أموالاً لدعم الشراكة العالمية لأجل التعليم، وهي مؤسسة هدفها إحداث تحوّل نوعي في تعليم الأطفال في أرجاء العالم، وتوفير فرصة التعلم لنحو 175 مليون طفل.
أطفال سوريا لا يعرفون مراكز التسوق
ويساعد برنامج التعليم السوري في شمال غربي سوريا، المدعوم من المملكة المتحدة، على إبقاء الأطفال في المدارس، ودفع رواتب المعلمين ومعالجة المشكلات النفسية للأطفال خلال الحرب.
وقال أحد مشرفي المشروع السوري، الذي كان يعمل مع تلاميذ نشؤوا في ظل الحرب، إنه “في ذلك اليوم كنت أناقش نشاطاً للقراءة للأطفال، وكان لدينا كلمة (مركز تسوق)، ولم يعرف الأطفال ماذا يعني ذلك”.
وأضاف أن “نفس الأطفال يمكنهم التعرف إلى أي نوع من الطائرات العسكرية من خلال الصوت الذي تحدثه”، مشيراً إلى أن “هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن ينشأ فيها الأطفال”، وفق ما نقلت عنه “BBC” البريطانية.
وأوضح المشرف أن الأطفال “بحاجة إلى معرفة ما يحدث في الخارج، لقد فقدوا الكثير، لكن صدقوني، عندما تتحدث إلى المعلمين، لديهم توقعات عالية، إنهم يعتقدون أن التعليم هو نافذة على العالم”.
وأشار إلى أن العديد من المعلمين في شمال غربي سوريا يعملون بلا أجر، مؤكداً أن “الاستمرار في التطوع للذهاب إلى المدرسة لهؤلاء المعلمين هو عمل من أعمال التحدي والإيمان”.
لكنه رحب بتمويل المساعدات الذي سيُدفع للمعلمين، موضحاً أنه لولا هذا الدعم فسيضطرون في النهاية إلى إغلاق المدارس والحصول على وظائف أخرى.
المدارس توفر الأمل والتفاؤل
من جهتها، قالت المبعوثة الخاصة لرئيس الوزراء البريطاني لتعليم الفتيات، هيلين جرانت، إن هذا المشروع “يمنح الأطفال الأمل والمهارات والحماية والثقة واحترام الذات”.
وأضافت أن الأطفال “عندما يصلون إلى المدرسة، غالباً ما يتعرضون للصدمات النفسية بسبب التفجيرات، وحتى إذا كانت المدرسة مجرد مساحة في خيمة، فإنها تصبح شريان حياة، حيث يمكن للأطفال تكوين صداقات وإعادة بناء ثقتهم بأنفسهم”.
وأكدت غرانت أن إبقاء المدارس مفتوحة يعدّ “فرصة لكسر دائرة الفقر للعائلات”، محذرة من أن الفتيات معرضات بشكل خاص لفقدان المدرسة في مناطق النزاع.
وأشارت المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني إلى أن “المدارس توفر الأمل والشعور بالتفاؤل والمستقبل، وهذا مطلوب بشدة”.
يشار إلى أن التمويل البريطاني هو جزء من تمويل سابق بقيمة 400 مليون جنيه، خصصته الحكومة البريطانية لتعليم الفتيات، وسيكون هناك تمويل إضافي بقيمة 430 مليون جنيه من المملكة المتحدة للشراكة العالمية للتعليم، وهي هيئة تنسيق دولية، تهدف إلى جمع 3.5 مليارات جنيه إسترليني خلال قمة التعليم هذا الشهر في لندن