من الشعارات للحملات الالكترونية
ها قد استُبدلت الشعارات التي كانت تتردد في باحات المدارس واجتماعات الفرق الحزبية وشاشات التلفزة الى حملات الكترونية، تُعلن بها الجموع عن تمسكها بشعارات كانت تتردد في باحات المدارس واجتماعات الفرق الحزبية وشاشات التلفزة، ليس من خطأ في تكرار الجملة هنا انما هو تكرار الواقع في عودة بنا للقطاع الأول، لا بد أن نتفهم المتمسكين بهذه الأدوات لو انها أثبتت فاعليتها وقد أتيحت لها فرصة خمسين عام من التجربة وفشلت ربما تكون الأدوات خاطئة إذا؟ أو ربما طال زمن القمقم وسار الزمن خارج حدود بلداننا فقط.
ليكن، فلنسمح لأنفسنا بالتساؤل اليوم، حيث يفرض المنطق السليم أنه لا يمكننا إعادة تدوير أدوات فاشلة، ها هي سوريا تفقد السيادة تباعاً على أراضيها، بمقابل عطايا للأسد وغياب الوصول لأي حقوق للشعب السوري بل والأسوأ هو انتزاع المزيد من حقوقه الأساسية بالحياة والاستقرار تحت مظلة نفس الشعارات التي تغني الرؤساء وتفقر الناس والأشد سوءاً أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة تغيب عن التعليق وكأن الأمر عاديٌ ومنتهي.
يتبرع اليوم الرئيس الأميركي بالهضبة السورية، متجاوزاً حق السوريين، في زمن يتجاوز العالم فيه السوريين أنفسهم، بعد خمسين عاماً تُركوا بها لمصير مشوه في ظل حكم جائر وبعد ثماني سنوات من وطأة الحرب والتهجير والدمار والتشتت. وكأني بالسوري الذي ينتظر أن ينصفه العالم اليوم يعيش في غير هذا الواقع.
يتبرع الرئيس الأميركي بالهضبة السورية إذا، فيواجه لغاية الآن ببيانين رسميين من المعارضة وحملة للدفاع عن عروبة الجولان والكثير من ادعاءات النظام بالمقاومة والممانعة والوعيد المسلح ملتصقاً أكثر فأكثر بالجمهورية الإسلامية الايرانية. علينا الصدق مع أنفسنا فهل سيجعل ذلك أحداً يعيد التفكير بالأمر أو يقوم بتضامن فاعل مع حق السوريين، لا بد من قراءة الزمن القريب لأخذ العبرة.
ربما علينا إذا رمي أدوات أكل عليها الأسد وشرب واستخدام واقع أكثر فاعلية، استخدام أدوات اليوم التي تملكها جميع الأطراف وتبني عليها خطواتها. لتكن أدواتنا في البحث عن الأسباب العلمية، الجيوستراتيجية، الاقتصادية، التجارية، الحيوية للهضبة وتقديم حلول تشبه واقع اليوم بمجرياته أدواته وتواكب المستقبل بمتطلباته لضمان مصلحة الشعب السوري والمطالبة بحقوقه المهدورة من الجميع، اولهم الأسد وحلفائه. واشراك السوريين بتحقيق الامن والاستقرار ونهوض المنطقة ليكون جزءا من الحل ولا يمر الحل متغاولاً على جثامين أبنائه وحقوقهم.
كفانا نقبل حرباً تقودها غوغاء الكلام وشعبوية التطرف خاسرة قبل أن تبدأ ونترك صلب ما بنى عليه أجدادنا حضارة الأبجدية، المنطق، العلم، العمل، الادراك والوعي. عسانا مثلهم نفلح أو أننا في تكرار أسطرنا ماضون.
الدكتورة سميرة مبيض
22 آذار 2019
متاح على مدونة لمحة من فكري.