“منك وإليك” .. مبادرة نسائية لمساعدة العوائل اللاجئة في تركيا
مجدداً تثبت المرأة السورية أنها الأقدر على دعم النساء لتتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها الحرب والتهجير عليهن، كما أثبتت قدرتها على الابداع في ابتكار المشاريع الإنتاجية الداعمة للأسر، والتي تساعد على تحسين الدخل من خلال ربة الأسرة، ومن هذه المشاريع مشروع المونة الاقتصادي “منك وإليك” الذي أنجزته منظمة “نساء التمكين”.
السيدة (بثينة رحال) المديرة الإدارية بمنظمة “نساء التمكين” تحدثت لموقع هيو نيوز عن هذا المشروع قائلةً: “عنوان المشروع يشرح كل شيء عنه فهو إنتاج يصدر عن المرأة وإلى المرأة سواء كانت سورية أو تركيةً، حيث يجري تبادل الخبرات بين النساء السوريات والتركيات من باب التشجيع على الاندماج الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ومن هنا استوحينا فكرة المشروع”.
وتضيف (رحال): “لجنتنا النسائية تأسست عام 2015 وكان جل اهتمامنا اللغة التركية، معرفة القوانين، التوعية، ومساعدة المرأة اللاجئة على الاندماج بالمجتمع وتقبل المجتمع الجديد بدون مشاكل أو أخطاء قد تؤثر على وجود العائلة السورية، وبعد أن طالت سنوات اللجوء في دول الجوار أصبح لزاماً علينا إيجاد حلول بديلة تساعد المرأة على بناء مشاريع صغيرة، تستطيع أن تصمد في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة العالمية، والمحلية في تركيا”
وتقول (رحال): “انطلقنا بمشاريع صغيرة لدعم المرأة، بدأنا بمشروع صالون لتصفيف وتزيين الشعر، ورشات شغل الصوف، مشاريع تدريبية، لكن هذا العمل لم يدخل حيز المشاريع العملية الفعالة إلا عندما فكرنا بالمشاريع التي تعتمد على المأكولات السورية، فخرجنا بمشروع منك وإليك”.
وبعد أن طال أمد الإقامة في تركيا مع وجود عشرات العوائل التي تحتاج المساعدة، قررنا أن نحول تلك العوائل من مستهلكة إلى منتجة تعتمد على نفسها في تأمين احتياجاتها وقوت يومها، فكانت فكرة أن تعمل النساء في تجهيز المونة والمواد الغذائية، وبما أن السيدة بمفردها لن تستطيع تصريف المنتجات، كان ذلك ضمن أولوياتنا”.
وتشير (رحال) إلى أن المشروع انطلق بعشر سيدات ينتجن دبس الفليفلة، والفليفلة الناعمة، والمكدوس والملوخية اليابسة، وكانت الانطلاقة جيدة من خلال البيع للسيدات العاملات والموظفات غير القادرات على العمل بالمؤن، لتصبح بمثابة رديف مناسب يكفي في تأمين الاحتياجات الضرورة في البداية.
وفي المراحل التالية للمشروع بدأ الفريق بمحاولة توسيع النشاط، فكان على تواصل مع المزارعين والفلاحين يأخذ منهم الخضار والفواكه بكميات كبيرة ويوزعها على النساء، وعندما يحضرن منها المطلوب، يعدنها للفريق الذي بدوره يعمل على بيعها وتصريفها، حيث وصل عدد النساء المشاركات في المشروع أكثر من 70 امرأة.
وتقول (بثينة رحال) عن اتساع المشروع وزيادة عدد العاملين فيه: “بدأنا نعمل من أجل زيادة التسويق على إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، واستطعنا الوصول إلى عدد أكبر من الزبائن وأصبح لدينا عملاء في معظم المدن والمحافظات التركية”.
وعلى الرغم من أن المشروع حتى الآن لم يصل إلى المستوى المخطط له، تقول رحال إنها والفريق تشعر بالسعادة عندما يرون أن المشروع شجع كثير من النساء والعوائل وساهم بجعل العديد من الأسر معتمدة على نفسها في تأمن احتياجاتها، بعد أن كان اعتمادها الأساسي على المساعدة التي تقدمها المنظمات الإغاثية.
هذا ويؤكد الفريق إنه يسعى للوصول إلى إمكانيات أكبر من أجل مساعدة مزيد من العوائل والنساء، ويسعى للتواصل مع المنظمات التي تدعم مثل هذه المشاريع لتطويره وتحقيق استقلال مادي حتى يتمكن من توسيع نشاطاته وإضافة أعمال ومهن أخرى تقدم المساعدة لمزيد من العوائل.
المصدر : هيومن نيوز