مقتل مدنيين في قصف لـ “حزب الله” وقوات النظام على ريف إدلب
شهدت منطقة ريف إدلب الشرقي، الواقعة ضمن منطقة “خفض التصعيد” شمال غرب سوريا، ليلة دامية بعد أن أسفر قصف مدفعي من ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، بالتعاون مع قوات النظام السوري وحلفائهم، عن مقتل مدنيين وإصابة آخرين.
وأكدت مصادر ميدانية لموقع “صدى المجتمع المدني“، أن القصف الذي استهدف مدينة سرمين في ريف إدلب، انطلق من مواقع ميليشيا “حزب الله” المتمركزة في مدينة سراقب على تقاطع الطريقين الدوليين “M4” و “M5”. وأدى الهجوم إلى مقتل مروان شيخ ديب وعبد الرحمن برهان شيخ ديب، بالإضافة إلى تدمير عدد من منازل المدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأشارت المصادر إلى أن ميليشيا “حزب الله” استأنفت قصفها على المدينة خلال عمليات تفقد مواقع القصف السابقة، ما تسبب بحالة من الهلع بين الأهالي، دون أن تُسجل إصابات جديدة.
توسيع نطاق القصف:
ولم يتوقف القصف عند مدينة سرمين، حيث استهدفت قوات النظام والميليشيات الموالية لها عدة بلدات في ريف إدلب الشرقي والغربي، وريف حلب الغربي. وشملت المناطق المتضررة:
- معارة عليا في ريف إدلب
- كفر تعال، كفر عمة، تديل، الوساطة، مكلبيس في ريف حلب
- فليفل، سفوهن، الفطيرة في منطقة جبل الزاوية
- العنكاوي، الحلوبة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي
ويأتي هذا التصعيد وسط سلسلة من الهجمات المتكررة على المنطقة، التي ما زالت تعاني من تدهور الأوضاع الإنسانية نتيجة الاستهدافات المستمرة للبنية التحتية والمرافق المدنية.
استهداف متواصل وجرائم متكررة:
وفي تطور آخر، قصفت قوات النظام السوري بطائرة مسيّرة مذخرة سيارة مدنية ومنزلاً سكنياً بالقرب من مدرستين في بلدة كفرنوران بريف حلب الغربي، مما زاد من حالة الذعر بين السكان، خاصة الأطفال الذين كانوا يغادرون مدارسهم لحظة الهجوم. ولم تُسجل إصابات في صفوف المدنيين، إلا أن الهجمات المتكررة تواصل خلق حالة من الخوف والقلق بين الأهالي.
توثيق جرائم النظام:
ووفقاً لتقرير صادر عن الدفاع المدني السوري، فقد استجابت الفرق منذ بداية العام 2024 وحتى منتصف شهر سبتمبر لـ 665 هجوماً شنتها قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهما على شمال غربي سوريا، مما أدى إلى مقتل 54 مدنياً، بينهم 15 طفلاً و6 نساء، بالإضافة إلى إصابة 246 آخرين، بينهم 96 طفلاً و29 امرأة.
وأدان الدفاع المدني هذه الجرائم المستمرة، محذراً من آثارها الكارثية على حياة المدنيين والمرافق الحيوية في المنطقة، حيث تسببت الهجمات في تدمير المدارس والمراكز الصحية والبنى التحتية، فضلاً عن تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل نقص الخدمات الأساسية.
تفاقم المعاناة الإنسانية:
تستمر الهجمات المكثفة في تصعيد الوضع الإنساني الصعب في شمال غربي سوريا، حيث يعاني الأهالي من تدني مستوى الخدمات والاحتياجات المعيشية، مما يعمق من معاناتهم اليومية ويهدد باستمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
ومع استمرار هذه الهجمات والانتهاكات، تتزايد المخاوف من تدهور الوضع الإنساني بشكل أكبر، في وقت تستمر فيه المنظمات الإنسانية بالدعوة إلى تحرك دولي عاجل لوقف الاعتداءات وضمان حماية المدنيين.