مجزرة الحولة.. “مأساة وحشية” تنتظر العدالة
كنت في البيت مع أحفادي الثلاثة، وثلاث من حفيداتي، وزوجة أخي وابنتي وزوجة ابني وابنة عمي، وحوالي السادسة والنصف، قبل المغرب، سمعنا أعيرة نارية، كنت في الحجرة وحدي، عندما سمعت صوت رجل، اختبأت وراء الباب، ورأيت رجلًا آخر يقف في الخارج إلى جوار الباب الخارجي ورجل ثالث داخل البيت.
لم أر وجوههم لكنهم كانوا يرتدون ملابس عسكرية، دخلوا إلى البيت، بعد ثلاث دقائق، سمعت جميع أفراد أسرتي يصرخون.
سمعت صوت الأطفال يبكون، كانت أعمارهم بين 10 و14 عامًا، نزلت على الأرض وحاولت أن أزحف لأرى ما يحدث، مع اقترابي من الباب سمعت عدة رصاصات تُطلق، وكنت خائفة لدرجة أنني لم أتمكن من الوقوف على قدميّ، وحين سمعت الجنود يغادرون، نظرت إلى خارج الحجرة فرأيت جميع أفراد أسرتي قد أصيبوا بالرصاص.
كانوا مصابين بالرصاص في أجسادهم ورؤوسهم، كنت مرعوبة، ولم أتمكن من الاقتراب لأرى إن كانوا أحياءً. رحت أزحف حتى وصلت إلى الباب الخلفي. بعد أن خرجت، جريت، كنت في صدمة ولا أعرف ما الذي حدث بعد ذلك”.
بهذه الكلمات اختصرت سيدة من عائلة عبد الرزاق شهادتها لمنظمة “هيومن رايتس ووتش“، لتروي آلامها التي عاشتها قبل ثمانية أعوام، في 25 من أيار 2012، حين قُتل 108 أشخاص، وفقًا لتقرير المنظمة، في قرى الحولة التي تبعد مسافة 20 كيلومترًا شمال غرب مدينة حمص.
وأدت عمليات القتل الجماعي تلك في قرية تلدو في ناحية الحولة إلى مقتل أكثر من 40 طفلًا و32 سيدة، وفق توثيق “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”
وطبقًا لتقرير “رايتس ووتش” فإن قوات النظام السوري قصفت المنطقة في ذلك اليوم، وهاجم “رجال مسلحون بثياب عسكرية” البيوت الواقعة على مشارف البلدة، وأعدموا عائلات كاملة.
“مأساة وحشية”
المسلحون كانوا موالين لحكومة النظام السوري، وفقًا لجميع شهود المجزرة، وفق التقرير، لكن لا يعرفون إن كانوا من عناصر الجيش السوري، أو ميليشيات موالية للحكومة.
ووصف مراقبو الأمم المتحدة المجزرة حينها بـ”المأساة الوحشية” إثر زيارتهم في اليوم التالي من المجزرة إلى الحولة.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية السابق، جهاد مقدسي، من حيث المبدأ مسؤولية الجيش عن عمليات القتل، قائلًا في مؤتمر صحفي يوم 27 من أيار، إن الحكومة شكلت لجنة قضائية عسكرية لكي تحقق في الواقعة.
و”لا يمكن أن تحقق لجنة من الجيش السوري بمصداقية في هذه الجريمة المروعة، بينما توجد أدلة كثيرة على أن قوات موالية للحكومة هي التي نفذتها” بحسب ما ذكرته حينها المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”، سارة ليا ويتسن.
المصدر : عنب بلدي