مقالات

ما دور الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني في تنمية قدرات الشباب السوري؟

مع الزيادة الكبيرة في عدد السكان ازداد دور الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية حول العالم. حيث زادت نشاطات الجمعيات والمؤسسات الخيرية في مختلف المجالات بهدف المساعدة في تحقيق تنمية اجتماعية في أوساط المجتمع بكل أشكاله وأنواعه. وعملت على دعم جهود الدول وخططها في تحقيق التكافل الاجتماعي ومحاربة الفقر والأمية والتخلف. والسؤال هنا: ما دور الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني في تنمية قدرات الشباب السوري؟

ما دور منظمات المجتمع المدني في إحداث التنمية؟

بصفة عامة تقوم العديد من الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني بدور مهم في تحسين أوضاع المجتمع وتنمية طاقات أفراده. وذلك للمساهمة في إحداث التنمية والرعاية الشاملة والاعتماد على الذات. من خلال تدريب ودعم الفئات الاجتماعية العاطلة عن العمل بهدف تنمية قدراتها وإكسابها مهارات جديدة تساعدها في دخول سوق العمل.

ينظر للجمعيات الخيرية بكونها تلك المؤسسات ذات الوظائف المتعددة التي تساهم بشكل متميز في مجال الخدمات الاجتماعية. وغالباً ما تعتمد في تمويلها على هبات المتطوعين. وتعتبر الجمعيات الأهلية من أهم المنظمات التي تهدف إلى تحقيق مستوى معيشي أفضل لسكان المجتمعات. من خلال ما تقدمه من برامج الرعاية الاجتماعية والتنمية الشاملة.

تختلف الجمعيات الخيرية عن بعضها البعض من حيث الرؤية والأهداف التي تضعها والمنهجية التي تتبعها في سبيل تنفيذ الأعمال الخيرية. ويتكامل عمل الجمعيات الخيرية مع المجتمع المحلي ومنظماتها الأخرى. بعض الأنشطة التي تقيمها الجمعيات الخيرية أنشطة تعليمية أو دينية أو ترفيهية أو تنموية ترتبط ببناء القدرات وتنمية مهارات الشعوب.

كيف تدعم الجمعيات الخيرية تنمية القدرات في الداخل السوري؟

تسعى الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق مجموعة من الأهداف تشمل الفئات العمرية والمجتمعية كافة. ومن أهم أنشطتها محاربة الفقر وتحسين مستوى المعيشة والتعليم والتدريب ورفع القدرات والمهارات.. إلخ.

يمكن للجمعيات الخيريَّة ومنظمات المجتمع المدني المحلية التركيز بشكل كبير على تقديم خدمات تعليمية وتدريبية متنوعة للشباب السوري. بهدف رفع مستوى التعليم وخصوصاً في الشمال السوري. حيث يعد التعليم الذي يركز على المهارات الخطوة الأولى في عملية تنمية القدرات التي تبدأ مع الأطفال السوريين. وتنتهي مع الشباب بعد التخرج من الجامعات.

من جهة أخرى يمكن العمل على تأهيل الأطفال السوريين وتنمية قدراتهم. من خلال إطلاق برامج تعليمية تساعد في رفع مهارات الأطفال وقدراتهم في مجالات عدة. من أهمها اللغات الأجنبية والرياضيات وأسس العلوم والحرف المهنية. إضافة إلى مهارات التواصل والاستماع. كافة المهارات والقدرات التي يتم التركيز عليها اليوم ستساهم بشكل كبير في المستقبل في تنمية قدرات الشباب السوري.

من ناحية أخرى يمكن إطلاق برامج تأهيل وتدريب خريجي الجامعات وربط التعليم بالمهارات والقدرات المطلوبة في سوق العمل. من خلال التركيز على الدورات اللازمة للخريجين لتنمية قدراتهم وإكسابهم مهارات متنوعة. مثل دورات رفع مهارات الخريجين في برامج الكمبيوتر التي تعد أساساً مهماً لسوق العمل. بالإضافة إلى تنمية مهارات أخرى متنوعة مثل المهارات القيادية والشخصية وغيرها.

كما أن للجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني دوراً مهماً في برامج التمكين الاقتصادي. خاصةً المتمثلة في تقديم خدمات التمويل والإشراف والاستشارة والتدريب لرواد الأعمال. من هنا يأتي دور التدريب التي تقوم به الجمعيات لأفراد المجتمع بهدف إكسابهم مهارات وقدرات متنوعة.

في الوقت نفسه تساهم العديد من الجمعيات الخيرية في توفير الدعم المادي أو الدعم بالتجهيزات والمفروشات للعديد من المدارس ومراكز التدريب. والتي تساهم في تدريب وتنمية مهارات وقدرات أعداد كبيرة من أبناء المجتمع السوري في مجالات متنوعة.

في النهاية إن للجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني المحلية أدوراً مهمة ورئيسية في تنمية قدرات ومهارات المواطنين في الداخل السوري. وخير مثال على ذلك دور الجمعيات الأهلية والخيرية في عملية تدريب وتنمية قدرات ومهارات اللاجئين والنازحين السوريين في العديد من الأماكن حول العالم.

المصدر : ترندز للدراسات الاقتصادية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى