ما الذي تعرفه عن ضربة الشمس وكيف تتجنبها ؟
مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في معظم دول المنطقة، وبسبب الظروف التي يتعرض لها السوريون من نزوح وسكن في المخيمات وما يرافق ذلك من تعرض مباشر لأشعة الشمس، كل ذلك جعل من الإصابة بضربة الشمس إحدى أهم المشكلات الصحية المشاهدة لدى الناس عمومًا والسوريين خصوصًا.
ما المقصود بضربة الشمس؟
هي ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، يتجاوز 40 درجة مئوية، بفعل التعرض لفترات طويلة للحرارة الخارجية المرتفعة للجو، ويؤدي عدم قدرة الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة بشكل سريع إلى خلل مؤقت أو دائم في عمل الأجهزة الحيوية في الجسم كالقلب والرئتين والكبد والكليتين والعضلات والدماغ، وكلما كان ارتفاع درجة الحرارة شديدًا كان الخطر أكبر، وقد تؤدي الحالات الخطيرة وغير المعالجة إلى الوفاة.
وتكمن خطورة الضربة بفشل آلية تنظيم الحرارة في الجسم، إذ يتوقف التعرق الذي يلطف درجة حرارة الجسم. وليس بالضرورة أن يؤدي التعرض لأشعة الشمس المباشرة للإصابة بضربة الشمس، بل يمكن أن تحدث نتيجة العمل بظروف غير ملائمة من الحرارة والرطوبة.
هل هناك عوامل تزيد من احتمال الإصابة وخطورتها؟
أخطر ما تكون الإصابة عند المسنين وصغار الأطفال، ومما يزيد احتمال حدوثها:
– بعض الظروف الصحية كالبدانة، مرض القلب، ارتفاع ضغط الدم، أمراض الجلد والكلى والكبد.
– استخدام بعض الأدوية مثل مدرات البول وحبوب الحساسية (مضادات الهيستامين) والمهدئات ومضادات الاكتئاب والمنشطات كالكوكائين.
– بعض الظروف المعيشية كسوء التهوية في المنزل، وارتفاع الرطوبة، والعمل في أجواء حارة ومغلقة.
– بذل الجهد في الطقس الحار كالعمل الشاق أو ممارسة كرة القدم أو أي رياضة لساعات طويلة.
بعض التصرفات الخاطئة كالتعرض المفاجئ للطقس الحار، ووضع الزيوت والمواد الحافظة على الجلد ما يمنع التعرق، ولبس الملابس الضيقة وغير الصحية.
ما هي علامات الإصابة بضربة الشمس؟
قد تتطور الأعراض خلال أيام أو ساعات، وأحيانا قد تحدث بسرعة عند الأشخاص الذين يتعرضون لدرجات حرارة عالية مع رطوبة عالية، فيلاحظ عند المصاب:
ارتفاع حاد بدرجة حرارة الجسم حتى 40 درجة مئوية أو أعلى، وهو علامة رئيسية من علامات ضربة الشمس.
– عدم التعرق في ضربة الشمس الناجمة عن التعرض للطقس الحار إذ يكون الجلد حارًا وجافًا عند لمسه ومائلًا للاحمرار، أما في ضربة الشمس الناجمة عن ممارسة التمارين الرياضية الشاقة في الجو الحار فقد يكون الجلد رطبًا.
– صداع ودوار وغثيان وقيء إلى جانب زيادة سرعة التنفس.
– تسارع ضربات القلب وقوتها وعدم انتظامها خاصة مع تقدم الحالة.
– ارتفاع ضغط الدم في المرحلة الأولى ثم انخفاضه في المراحل المتقدمة.
– إعياء وهلوسة وصعوبة في الكلام أو فهم ما يقوله الآخرون.
وقد يحدث أن تبدأ الإصابة بسقوط مفاجئ مع فقدان للوعي وسرعة وعمق في التنفس، ويمكن أن تتلاشى هذه الأعراض ويعود الشخص إلى حالته الطبيعية قبل أن يصاب بانتكاسة جديدة.
كيف يتم إسعاف وعلاج المصاب؟
تتوقف خطورة الإصابة ومضاعفاتها على سرعة إسعاف وعلاج المصاب، ويعتمد العلاج على تبريد حرارة المصاب حتى تعود لوضعها الطبيعي وإعطاء السوائل الوريدية للحفاظ على صحة الدماغ ووظائف الجسم الحيوية، ويتم الإسعاف الأولي وفق الخطوات التالية:
– إبعاد المصاب عن أشعة الشمس والجو الحار ووضعه في مكان مظلل أو مكيف، والانتباه لإبقائه مستلقيًا على ظهره مع رفع الرأس والكتفين قليلًا.
– تبريد جسم المصاب بإزالة الملابس غير الضرورية، واستخدام قطعة إسفنج أو ماء بارد لتبريد الرأس والأطراف وتحت الإبطين وبين الفخذين، إضافة إلى لف الجسم بقطعة قماش مبللة بالماء البارد أو صبه على الجسم، ويمكن تغطيس الطفل في حوض ماء بارد بدرجة حرارة 15 مئوية، مع تجنب استخدام الثلج خشية أن يسبب تقلص الأوعية الدموية مما يسيء للحالة.
– تعريض الجسم لمصدر هوائي أو مروحة حتى يتبخر الماء بسرعة ما يخفض من حرارة الجسم.
– إذا كان المصاب واعيًا فيجب إعطاؤه ماء أو مشروبًا مثلجًا لشربه، مع ضرورة تجنب المشروبات الساخنة أو المنبهة.
– يجب قياس درجة حرارة الجسم بشكل متكرر أثناء الإسعاف، والتوقف عن تبريد الجسم في حال هبطت حرارته إلى ما دون 38 مئوية.
– الاستمرار بتبريد جسم المصاب أثناء نقله إلى المشفى، وفي المشفى يعطى السوائل عن طريق الوريد، وقد يصف الطبيب الأدوية التي تقلل من الارتعاش (الارتجاف)، التي تسببها عملية التبريد.
ما هي الاحتياطات التي يمكن أن تقي من الإصابة؟
إذا كانت درجة الحرارة مرتفعة في الخارج فمن الأفضل البقاء في المنزل، ولكن عند الاضطرار للخروج فينصح باتباع ما يلي:
– ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون تعكس أشعة الشمس.
– ارتداء القبعات الكبيرة التي تقلل من تأثير أشعة الشمس على الرأس.
– استخدام واقي شمسي إن أمكن.
– الإكثار من شرب السوائل بمختلف أنواعها كالماء أو العصائر.
– عدم ترك أي شخص وخصوصًا الأطفال أو كبار السن في سيارة مغلقة لفترة طويلة في الطقس الحار.
تجنب ممارسة الأنشطة الرياضية في الطقس الحار، وإنما في الصباح الباكر أو المساء، مع الحفاظ على شرب كمية كافية من السوائل قبل التمارين بساعتين وكمية أخرى قبلها مباشرة وكذلك أثناءها (كل 20 دقيقة)
المصدر : عنب بلدي