مازن الناطور.. صوت “شيريخان وماوكلي” وسفير السلام الذي فصلته نقابة الفنانين بسوريا
شكّلت برامج الأطفال التلفزيونية وأبطالها حيزا كبيرا من يوميات جيل الثمانينيات والتسعينيات في العالم العربي، وكانت تمثل لهم أجمل الساعات التي يتحلقون بها حول التلفاز لمشاهدة مسلسلاتهم الكرتونية، قبل أن تأخذ هذه الألفة مواقع التواصل وشبكة الإنترنت من يوتيوب وفيسبوك وغيرهما.
وعندما كانت هذه البرامج هي مساحة الخيال والبهجة، فإن الشخصيات وأصواتها انطبعت في ذاكرة هذه الأجيال التي كان التلفاز هو المصدر الوحيد للمتعة البصرية.
وهل من أحد من جيل الثمانينيات يمكنه أن ينسى المسلسل الكرتوني الشهير “ماوكلي” فتى الأدغال المقتبس من كتاب الأدغال، وصراعه من الشر المتمثل بالنمر الضخم “شيريخان” الذي كان يتربص بماوكلي في غالب الأوقات.
مسيرة فنية
لم نفكر يوما بأن صاحب الصوت المتميز هو الفنان السوري مازن الناطور الذي برع في التلاعب بأحباله الصوتية وإصدار تلك الغنة بصوته خلال أدائه.
امتاز الناطور الذي ولد في درعا عام 1966 بقدرته على دوبلاج (تبديل الأداء الصوتي لـ) الشخصيات الكرتونية، فقدم أيضا صوت شخصية بسام في المسلسل الكرتوني الشهير الكابتن ماجد، الذي يسرد قصة أبطال كرة القدم، الرياضة المحببة والأكثر شعبية في العالم.
تخرج الناطور في المعهد العالي للفنون المسرحية والتحق بنقابة الفنانين بسوريا عام 1987، ليبدأ رحلته الفنية بالدوبلاج للمسلسلات الكرتونية وكان أبرزها، الصياد الصغير، والكابتن ماجد، وماوكلي فتى الأدغال.
قدم مازن الناطور أول أدواره التلفزيونية المعروفة في فيلم “آه يا بحر” عام 1993، ثم قام بأداء دور “حمد” بالمسلسل الشهير “جواهر” والذي حقق من خلاله شهرة واسعة على المستوى العربي عبر قصة الحب ضمن أجواء البادية والعادات والتقاليد التي تفرض على العاشقين حمد وجواهر.
يحمل الناطور في رصيده المشاركة في عشرات المسلسلات التلفزيونية أبرزها، “خلف الجدران” و”دائرة الانتقام” عام 1995 و”عدالة الصحراء” عام 1966 و”سفر” عام 1998 و”رمح النار” عام 1999 و”البواسل” عام 2000، وأيضا “الرحيل إلى الوجه الآخر” عام 2002 و”فارس بني مروان” و”بقعة ضوء” عام 2004 و”الحور العين” عام 2005، فضلا عن “أسد الجزيرة” عام 2006 و”لورانس العرب” و”رفيف وعكرمة” عام 2008 و”وجوه وأماكن” عام 2015 و”طماشة 6″ عام 2017.
الموقف من الثورة
مع بداية الحراك الشعبي في سوريا عام 2011 اتخذ الناطور موقفا حاسما وانحاز إلى الثورة، ودفع ثمن موقفه بالإقصاء من نقابة الفنانين التابعة لحكومة النظام السوري، فبعد الفصل أحيل ابن درعا مهد الثورة السورية إلى مجلس تأديبي رفقة سبعة آخرين من زملائه في المهنة عام 2016، بسبب مواقفهم المناهضة للنظام السوري.
سفير السلام
في عام 2018، اختير الناطور ممثلا لسوريا عن منظمة “سلام بلا حدود” كسفير للسلام، وعبّر حينها عن سعادته الغامرة راجيا من الله أن يعم السلام في سوريا والوطن العربي، آملا بأن يتمكن من إنجاز المهمة التي أوكلت إليه على أكمل وجه.
بدورها، علقت المنظمة على اختيارها الناطور بأنه يأتي لدوره البارز في المجال الإنساني، وتقديرا له على مشواره الفني وعطائه الثقافي.
المصدر : الجزيرة